خصصت صحف فرنسية وإسبانية، في الآونة الأخيرة، مقالات تناولت ما وصفته بـ”الصراع” داخل أجهزة الاستخبارات المغربية، في محاولة لإبراز صورة مضطربة عن هذه المؤسسات، غير أن منصة “Omerta Media” الفرنسية اعتبرت هذه السرديات مشوشة وبعيدة عن الحقائق، مؤكدة أن ما يروج يدخل في إطار صناعة روايات إعلامية هدفها النيل من صورة المغرب في الخارج.
وأوضحت المنصة أن التعاون الذي يميز الاستخبارات المغربية مع نظيراتها الأوروبية والأميركية خلال السنوات الأخيرة يؤكد عكس ذلك تماما، حيث يشهد هذا التنسيق انسجاماً وتكاملاً ملحوظاً، خصوصا في ملفات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وهو ما برز خلال اللقاءات الأخيرة التي جمعت مسؤولين كباراً من المغرب وشركائه الأوروبيين في إطار ندوة استراتيجية خصصت لمناقشة التهديدات الأمنية وتعزيز الربط العملياتي بين أوروبا ومنطقة الساحل.
وأشار التقرير إلى أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية، مثل “إل إسبانيول” و”إل إندبندينتي”، دأبت على نشر مقالات تزعم وجود تنافس بين المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) عبد اللطيف الحموشي، ومدير المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) ياسين المنصوري، باعتبارهما مقربين من الملك محمد السادس، غير أن المنصة الفرنسية شددت على أن هذه الأطروحة تفتقر إلى المنطق، إذ إن الجهازين يعملان في محيطين مختلفين، فالأول يختص بالأمن الداخلي والثاني يعنى بالأمن الخارجي، مما يجعل فكرة الصراع بينهما غير ذات أساس.
وخلصت “Omerta Media” إلى أن عدداً من وسائل الإعلام الإسبانية والجزائرية تعمدت صناعة ما أسمته “أبطالاً وهميين” مثل مهدي حيجاوي وتقديمهم كفاعلين رئيسيين في مواجهة الأجهزة المغربية، بينما تكشف الوقائع أن الأمر لا يعدو أن يكون أدوات موظفة في لعبة سياسية واستخباراتية تستهدف صورة المغرب، مؤكدة المنصة أن الحقيقة على الأرض مغايرة تماماً، إذ تحظى الاستخبارات المغربية بثقة واسعة من شركائها الدوليين، وتضطلع بأدوار محورية في ترسيخ الاستقرار الإقليمي.