في تطور غير متوقع، قلبت النائبة الأوروبية ريما حسن، المعروفة سابقًا بدعمها لجبهة البوليساريو والجزائر، الطاولة على الجميع بتدوينة مفاجئة على “إنستغرام” يوم 20 غشت الجاري، بدت فيها أكثر اعتدالًا بخصوص ملف الصحراء المغربية.
وتحت عنوان “موضوع حساس، لكن لنتطرق إليه”، أقرت حسن لأول مرة بوجود “روابط بين القبائل الصحراوية والمملكة المغربية قبل 1884”، ووصفت المسيرة الخضراء عام 1975 بأنها “تعبئة سلمية لـ300 ألف متطوع”، في اعتراف تاريخي غير مسبوق من سياسية أوروبية كانت حتى وقت قريب ترفع شعارات الانفصال.
هذا التحول أثار عاصفة غضب في صفوف الداعمين للجبهة الانفصالية والجزائر، حيث انهالت عليها الاتهامات بـ“الخيانة والانتهازية”، فيما أبقت حسن على نص التدوينة رغم حذف بعض التفاعلات، ما يوحي بتمسكها بموقفها الجديد.
ويرى مراقبون أن الخطوة قد تكون جزءًا من استراتيجية انتخابية أوسع لحزب “فرنسا الأبية” بزعامة جون لوك ميلونشون، الساعي لاستمالة أصوات الجالية المغربية مع اقتراب استحقاقات 2026 و2027، خاصة أن ميلونشون نفسه يحتفظ بعلاقات وثيقة مع المغرب منذ نشأته في طنجة.
هذا التحول يأتي أيضًا في سياق اعتراف فرنسا، بقيادة ماكرون، بسيادة المغرب على الصحراء في يوليوز 2024، ما عزز التقارب بين باريس والرباط مقابل توتر مع الجزائر، لتدخل مواقف ريما حسن مرحلة جديدة عنوانها البراغماتية والانفتاح.