نسيم حداد… حين يعانق فن العيطة وجدان الجمهور العربي

في تحوّل غير مسبوق، استطاع الفنان والباحث المغربي نسيم حداد أن يفرض فن العيطة على خارطة الساحة الغنائية العربية، بعد تصدّر إحدى أغانيه التراثية للترند في دول الخليج والمشرق، من بينها السعودية، الإمارات، مصر، السودان، قطر ولبنان، إلى جانب المغرب.

هذا الإنجاز، الذي اعتُبر مفاجئًا للبعض، لم يكن سوى امتداد طبيعي لمسار فني مدروس، سلكه حداد بعيدًا عن منطق الشهرة السريعة. فالرجل، الحاصل على دكتوراه في الفيزياء النووية وعضو سابق في فريق تجربة ATLAS بمركز CERN، لم يتردد في الانعطاف نحو الذاكرة الثقافية المغربية، محاولًا ربط الأجيال الجديدة بتراثها الغنائي المنسي.

من خلال مشروعه الفني والثقافي “Ayta World Tour”، يعمل حداد على تقديم العيطة بمنظور معاصر، عبر عروض مسرحية غنائية دولية، وإعداد موسوعة شاملة حول هذا الفن، بالإضافة إلى معرض متنقل يحتفي بالصوت والآلة والأداء الشعبي المغربي.

ويمثل ما حقّقه حداد تراكمًا رمزياً حقيقياً، بعيدًا عن لحظات التفاعل الرقمي، يُعيد الاعتبار لفن العيطة كمكوّن أساسي من الهوية المغربية، ويؤكد أن الجمهور العربي، في عمقه، لا يفتقر إلى الذوق، بل إلى محتوى صادق وجريء، يحترم ذائقته وذكاءه.

ويذكر أن نسيم حداد يستعد لإحياء أكبر سهرة لفن العيطة في تاريخ المغرب، مساء السبت 5 يوليوز، بالساحة الكبرى لموروكو مول في الدار البيضاء. سهرة يُرتقب أن تستقطب الآلاف، وتُقدَّم فيها العيطة خارج قاعات العروض المغلقة، وفي قلب الفضاء العام، بمقترح جمالي وفني متكامل.