وقف "حرب غزة" يَنْحُو بالنفط إلى "استقرار حذر"

استقرت أسعار النفط في تعاملات صباح اليوم الأربعاء بالأسواق الآسيوية، مدعومة بحالة من الهدوء النسبي في التوترات الجيوسياسية، في انتظار صدور البيانات الرسمية للمخزونات الأميركية في وقت لاحق من اليوم، حيث جرى تداول خام برنت القياسي عند 67.15 دولارًا للبرميل لعقود تسليم شتنبر، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 65.45 دولارًا للبرميل لتسليم غشت، وذلك بعد مكاسب طفيفة يوم الثلاثاء بنسبة 0.6%.

يأتي هذا الاستقرار وسط أنباء عن موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، بحسب ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا حركة حماس إلى قبول "الاقتراح النهائي" بشأن الهدنة، ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة في المنطقة، خاصة مع تقارير تفيد بأن إيران قطعت اتصالاتها مع كبار مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يزيد من الغموض حول مستقبل برنامجها النووي ويهدد بعودة التوترات مع الولايات المتحدة.

وأشارت جون جو، كبيرة محللي سوق النفط في شركة "سبارتا كوموديتيز"، إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط لا تسير وفق مسار ثابت، وأن أي تطور بسيط قد يتحول إلى شرارة تصعيد جديدة، محذرة من أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل قد لا يصمد طويلًا.

من جهة أخرى، أظهر تقرير صادر عن معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط في مستودعات كوشينغ تراجعت بمقدار 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما قد يمثل أكبر انخفاض منذ يناير الماضي، في حال تأكيده من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية في بياناتها الرسمية. وفي حال تحقق هذا الانخفاض، فإن المخزونات ستبلغ أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 2005، ما قد يدفع بأسعار النفط إلى مزيد من الارتفاع.

وعلى صعيد الأسواق العالمية، ارتفعت الأسعار مع حلول الساعة 06:18 بتوقيت غرينتش، حيث سجّل خام برنت 67.72 دولارًا للبرميل، فيما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 66.04 دولارًا، مدفوعين بضعف الدولار الأميركي وتوقعات بزيادة إنتاج "أوبك+" الشهر المقبل. وتزامن هذا مع تداول الخام بين أعلى مستوى له منذ 25 يونيو عند 69.05 دولار، وأدنى مستوى عند 66.34 دولار.

وفي سياق متصل، قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في "فيليب نوفا"، إن تحركات الأسعار تعكس مزيجًا من توقعات زيادة الإمدادات من كبار المنتجين، وغموض البيانات الاقتصادية الأميركية، والتطورات الجيوسياسية. وأضافت أن الأسواق أخذت في الحسبان معظم زيادات الإنتاج التي يخطط لها تحالف أوبك+، ومن غير المرجح أن تشهد مفاجآت كبيرة على المدى القريب.

انخفض الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات ونصف مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهو ما يشكل دعمًا لأسعار النفط لأنه يعزز القدرة الشرائية لحائزي العملات الأخرى. وتترقب الأسواق صدور بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الخميس، والتي قد تحدد مستقبل سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخصوص أسعار الفائدة، مما سيكون له تأثير مباشر على النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.