ملايير صرفت على كورنيش مدينة الزهور... والوضعية تؤكد فشل أيت منا في التسيير !
تحوّل كورنيش مدينة المحمدية، الذي لطالما شكل متنفساً طبيعياً لسكان المدينة وزوارها، إلى ما يشبه "النقطة السوداء" في صيف 2025، رغم الاستثمارات الضخمة التي ضخّتها جماعة المحمدية لتأهيل هذا الفضاء العمومي الحيوي. إذ بدلاً من أن يُمثل واجهة سياحية تحاكي جمال مدينة الزهور، بات عنواناً للفوضى والتدهور وسوء التدبير.
وحسب عدد من المصادر وأنه ما يثير الدهشة والاستغراب أن هذا المشروع كلف خزينة المال العام نحو 20 مليار سنتيم، تحت إشراف شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للتهيئة"، دون أن تُعطى الأهمية اللازمة لمواكبة المرفق بالحراسة الدائمة أو فرق للصيانة، سواء من قبل جماعة المحمدية أو شركة خاصة. فمع غياب التدخل الوقائي، لم تمر سوى أشهر قليلة حتى بدأت علامات الخراب تطال تجهيزات الكورنيش ومرافقه، من ألعاب الأطفال إلى البنية التحتية الصحية والإنارة العمومية.
وفي ظل هذا الإهمال، بدأت أصوات جمعوية محلية ترتفع للمطالبة بفتح تحقيق شفاف وشامل حول مصير الأموال العمومية التي صرفت على المشروع، والذي تحوّل في وقت وجيز إلى معلمة متدهورة بدل أن يكون واجهة حضرية تليق بمدينة ساحلية. هذه الأصوات ربطت ما يحدث بتراكم مظاهر سوء الحكامة، محذّرة من تكرار نفس السيناريوهات التي تطال العديد من المشاريع التنموية في المدن المغربية، والتي تبدأ بتدشينات مبهرة وتنتهي بتقارير سوداء.
المثير أن المجلس الجماعي، الذي يرأسه هشام أيت منا، لم يبد أي تحرك جدي لمعالجة ما يحدث، بل يغيب عن المشهد في وقت يُفترض فيه أن يكون في صلب عملية التتبع والمراقبة وتوفير العمال الجماعيين المختصين بصيانة هذا الفضاء. هذا التقاعس يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات مشروعة حول دور الجماعة في حماية الممتلكات العمومية، ومدى التزامها بحسن تدبير المشاريع التي تموَّل من المال العام، خاصة في ظل فورة الحديث عن الحكامة والشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتساءلت مصادر لـ"بلبريس"، عن ما إذا كانت السلطات الوصية ستتحرك لوقف هذا النزيف المالي والمعماري؟ أم أن كورنيش المحمدية سيكون مجرد رقم جديد في سجل المشاريع "المتعثرة" التي ترهق ميزانيات المدن دون أثر يذكر على جودة العيش؟