عادت العاصمة القطرية لتكون محط أنظار الكرة العربية، بعدما استضافت، صباح اليوم الأحد، مراسم سحب قرعة النسخة المقبلة من بطولة كأس العرب 2025، والتي ستُقام على أراضيها خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 18 دجنبر، تحت إشراف مباشر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في تجربة هي الثانية توالياً بعد النجاح الباهر لنسخة 2021.
القرعة التي احتضنها أحد فنادق الدوحة الفاخرة بحضور ممثلي المنتخبات، والعديد من الشخصيات الرياضية، أفرزت مجموعات متوازنة وأخرى نارية، أبرزها المجموعة الرابعة التي ضمت المنتخب المغربي إلى جانب السعودية، والفائز من مباراة عُمان ضد الصومال، إضافة إلى المنتصر في مواجهة اليمن أمام جزر القمر.
مجموعة حديدية تنتظر “أسود الأطلس”
المجموعة الرابعة ستكون، من دون شك، إحدى أكثر المجموعات إثارة، إذ ستشهد مواجهات قوية بين منتخب المغرب، الذي يُعد من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، ومنتخب السعودية، الذي يسعى لإثبات علو كعبه عربياً بعد سنوات من التحولات التكتيكية والهيكلية. كما أن وجود منتخبين قادمين من الدور التمهيدي يضفي طابع المفاجأة وعدم القدرة على التنبؤ الكامل بمسار المنافسة.
نظام البطولة… تأهل مباشر ودور تمهيدي
اعتمد الاتحاد الدولي نظاماً مشابهاً لما جرى العمل به في نسخة 2021، حيث تم تأهيل تسعة منتخبات مباشرة بحسب تصنيف الفيفا لأفضل المنتخبات العربية، بينما سيتم تحديد المنتخبات السبعة الأخرى من خلال دور تأهيلي سيُجرى في نونبر المقبل بالدوحة، مما يمنح الفرصة لمنتخبات كاليمن، جزر القمر، السودان، فلسطين، ليبيا وغيرها للمنافسة على بطاقات العبور إلى النهائيات.
ملاعب المونديال تعود للحياة
البطولة ستُقام على ستة ملاعب مونديالية سبق أن احتضنت منافسات كأس العالم 2022، وهي:
- البيت (الذي سيحتضن مباراة الافتتاح يوم 1 دجنبر)
- لوسيل (الذي سيحتضن النهائي يوم 18 دجنبر)
- خليفة الدولي
- 974
- أحمد بن علي
- المدينة التعليمية
العودة إلى هذه الملاعب تحمل رمزية خاصة، إذ تمثل استمرار الاستثمار القطري في البنية التحتية الرياضية من جهة، والتأكيد على جعل قطر مركزاً دائماً للبطولات الإقليمية والدولية من جهة ثانية.
المغرب… حلم العودة إلى التتويج العربي
بالنسبة للمنتخب المغربي، ستكون بطولة 2025 فرصة سانحة لتعزيز حضوره عربياً، واستكمال مشروعه الفني، خاصة إذا ما قرر الناخب الوطني وليد الركراكي خوض المسابقة بكتيبة من لاعبي الصف الأول أو مزيج متوازن يراعي الاستحقاقات الأخرى. المغرب لم يسبق له التتويج بلقب كأس العرب في نسخته المعترف بها من الفيفا، رغم فوزه بنسخة 2012 التي نظمها الاتحاد العربي.
بوجهة نظر فنية، فإن وجود السعودية وممثلين من الدور التمهيدي سيضع المغرب في اختبار متدرج من حيث صعوبة المباريات، مما قد يخدم الاستعداد التكتيكي والتصاعدي في الأداء.