تحولت شوارع مدينة طنجة إلى بحيرات مترامية الأطراف بعد هطول أمطار غزيرة ظهر اليوم الأربعاء، كاشفة عن هشاشة البنية التحتية في المدينة التي من المقرر أن تستضيف فعاليات رياضية عالمية في المستقبل القريب.
غمرت المياه العديد من الأحياء والشوارع الرئيسية، مُحدثة شللاً في حركة السير وتسببت في أضرار مادية للعديد من التجار الذين شاهدوا بضائعهم تطفو وسط مياه الفيضانات في الأسواق المحلية.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي حجم الكارثة التي حلت بالمدينة.
تفاقمت المشكلة بسبب انسداد بالوعات الصرف الصحي التي لم تستطع استيعاب كميات المياه المتدفقة، مما أدى إلى جرف النفايات الصلبة في الشوارع خاصة في الأحياء الهامشية.
وقد انتشرت مشاهد لمياه الأمطار وهي تتدفق بقوة في الطرقات، محولة إياها إلى أنهار جارفة.
رغم التحذيرات المسبقة من مديرية الأرصاد الجوية التي أصدرت نشرة إنذارية تحذر من هطول أمطار قوية، إلا أن استجابة السلطات المحلية بدت متواضعة ومتأخرة.
فالآليات والتجهيزات التي تم نشرها في شوارع المدينة لمواجهة الأزمة وصفت بالمحدودة وغير الكافية للتعامل مع حجم الكارثة.
في العديد من الأحياء، لجأ السكان إلى وسائل تقليدية بدائية لتصريف المياه من أمام منازلهم ومتاجرهم، مستخدمين مكانس ودلاء في محاولة يائسة لمنع وصول المياه إلى داخل مساكنهم.
وسط هذا المشهد الكارثي، ارتفعت أصوات المواطنين مطالبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية.
يأتي هذا الحدث ليثير تساؤلات جدية حول مدى جاهزية مدينة طنجة لاستضافة فعاليات رياضية كبرى مثل كأس أمم إفريقيا المقررة العام المقبل، وكأس العالم في السنوات القادمة. فإذا كانت المدينة تغرق بهذا الشكل بعد بضع ساعات من الأمطار، فكيف ستتعامل مع تدفق آلاف المشجعين والزوار خلال هذه الفعاليات العالمية؟
الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول جودة المشاريع التنموية والبنية التحتية في المدينة، وضرورة إعادة النظر في خطط تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها المنطقة والتي تنذر بمزيد من الظواهر المناخية المتطرفة في المستقبل.