جمعية بطنجة: تنتقد..أخطاء في التعمير همشت التراث الأزرق

أيام قليلة فقط، على صدور تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول الاقتصاد الأزرق، نبه التكتل الجمعوي بطنجة إلى ما وصفه ب "التهميش وضعف تثمين الثراث الأزرق بمدينة طنجة وضواحيها، التي تتوفر على مناطق رطبة متعددة ومتنوعة، تتجلى في مصبات الأودية، والبحيرات الطبيعية، وبحيرات السدود التلية، والمنطقة الرطبة تهدارت".

ورغم استثناء التقرير لهذه المناطق، التي يحتفي بها  نشطاء البيئة عالميا، في الثاني من فبراير، تطالب الجمعية بضرورة تعزيز الاهتمام بها وحمايتها من التلوث، واقتصاره على البحر والمحيط، كما انتقد التكتل الجمعوي، ما أسماه "أخطاء كبيرة في تعمير المدينة، إذ تم البناء في المناطق الرطبة من قبيل المنطقة الصناعية مغوغة والمنطقة الصناعية المجد وحي دار التونسي.. ".

وشدد المصدر ذاته، في توصيات لقاء جمع أعضاءه مؤخرا، حصلت عليها « بلبريس » على ضرورة التعجيل بإصدار النصوص التطبيقية لقانون المناطق المحمية، وتصنيف الفرشة المائية لشرف العقاب كتراث وطني ثم العمل على تصنيفها كتراث عالمي من قبل اليونسكو، وتحويل مصبات الاودية والبحيرات الطبيعية وبحيرات السدود الى منتزهات حضرية.

واقترح التكتل توظيف المناطق الرطبة في التربية البيئية وتوجيه البحوث العلمية لدراسة المناطق الرطبة من جميع النواحي وعدم الترخيص للمشاريع الملوثة والمزعجة داخل أو بجوار المناطق الرطبة كالمقالع والمصانع.

ولحماية وتثمين المناطق الرطبة بمدينة طنجة وضواحيها، دعا التكتل تحريم التعمير داخل وحول المناطق الرطبة  ومنع كل المنشئات وأشكال الاستغلال التي تؤثر على المسار الطبيعي لهجرة الطيور، وضمان رصد وتتبع المناطق الرطبة بشكل مستمر، وإحداث مراكز لتكثير بعض الحيوانات المهددة بالانقراض خصوصا طائر الحبارى الملتحية، وتحديد أعداد الزوار وتوقيت الزيارات.

وعلى مستوى التحسيس أوصى التكتل المدني  بتنظيم ومراقبة أنشطة الصيد والقنص لاستدامة الموارد والأوساط، وتنظيم عملية جمع الحطب وبعض النباتات، وتنظيم حملات ودورات تحسيسية وتوعوية بشكل مستمر لفائدة كل من الساكنة المحلية أو الزوار المحتملين، وتشجيع الزراعة الإيكولوجية وتقنين الرعي، وتشجيع السياحة الإيكولوجية وتنظيمها من خلال إنجاز مسارات سياحية والترخيص بشكل محدود لمشاريع الخدمات السياحية والترويج السياحي لمنتوج المناطق الرطبة.

يذكر أن مختلف المؤسسات العمومية والمدنية والجامعية ببلادنا تحتفي سنويا باليوم العالمي للمناطق الرطبة، حيث يوافق هذا التاريخ اعتماد اتفاقية رامسار التي وقعت شهر فبراير 1971. واعتمد هذه السنة شعار "الأراضي الرطبة والتغير المناخي"، وذلك لما لهذه المناطق من أدوار طبيعية مهمة في التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها.