تونس تعارض محاولات الجزائر لإنشاء كيان بديل وتؤكد أهمية اتحاد المغرب العربي

أعلنت جمهورية تونس موقفها بشكل واضح تجاه الجهود التي يبذلها النظام العسكري في الجزائر لتأسيس كيان جديد في المنطقة، والذي يُفترض أن يحل محل اتحاد المغرب العربي.

وقد جاء هذا الإعلان التونسي كخطوة فاصلة تكشف عن اعتراضها الواضح على هذه المحاولات. مؤكدة أن أي مبادرات لتغيير هيكل التعاون الإقليمي يجب أن تكون مبنية على التوافق والاحترام المتبادل بين دول المغرب العربي، وأن أي مسعى لتأسيس كيان بديل سيكون له تداعيات سلبية على استقرار العلاقات الإقليمية.

جاء ذلك في حوار أجراه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمار، مع صحيفة الصباح التونسية والذي أكد فيه على أن الاتحاد يظل خيارا استراتيجيا ومكسبا حضاريا تعمل تونس وبقية الدول الأعضاء الشقيقة على تجسيده وتجاوز الصعوبات التي تعيق سير تفعيل أدائه.

وأوضح عمار أن اللقاءات الثلاثية بين تونس وليبيا والجزائر هي اجتماعات ذات طابع تشاوري هدفها الارتقاء بالعلاقات وتفعيل التعاون المشترك وفق خطط عمل جديدة وذات بعد يعزز التنمية والشراكة الإستراتيجية. وتندرج في إطار الحرص المشترك لقادة البلدان الثلاثة على تعزيز التشاور والتنسيق حيال التحديات الأمنية ومجابهة المخاطر التي تحدق ببلداننا جراء استفحال ظاهرة الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود، وفق تعبيره.

وبموقف تونس، تبقى الجزائر البلد الوحيد الذي يسعى إلى وأد الاتحاد المغاربي، إذسبق للرئيس الجزائري أن تحدث بشكل علني خلال لقاء تلفزيوني، مارس الماضي، عن مشروع التكتل المغاربي الذي تنوي بلاده إطلاقه مع تونس وليبيا، مشيرا إلى أنه سيكون كتلة لـ”إحياء العمل المغاربي المشترك”، وتنسيق العمل من أجل “توحيد كلمة” هذه الدول بشأن العديد من القضايا الدولية.

وقالت وكالة أنباء الجزائر الرسمية في محاولة لاتهام المغرب بإفشال الاتحاد المغاربي إن “كل الدول الإفريقية منظمة اليوم في إطار مجموعات إقليمية، باستثناء شمال افريقيا وذلك بسبب المغرب الذي فضل تحالفات مع الكيان الصهيوني ومحاولة الانتماء لهياكل تنظيمية أخرى بالمشرق”.

وكان المجلس الرئاسي الليبي قد قطع الطريق أمام مطمح النظام الجزائري الرامي لتشكيل تكثل مجهول الهوية في المنطقة يكون بديلا عن اتحاد المغرب العربي.

جاء ذلك في أبريل الماضي في لقاء عقده رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بمقر المجلس، مع المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الطاهر الباعور الذي قدم له إحاطةً كاملةً عن آخر المستجدات السياسية وأطلعه على نتائج عمل زيارته لعدد من الدول وحضوره لبعض اللقاءات الدولية، بالإضافة لتطورات الأوضاع السياسية، ودور الاتحاد الإفريقي، والعمل على تفعيل دور اتحاد المغرب العربي.

مضمون اللقاء الذي نشرته وكالة الأنباء الليبية اعتبره مراقبون تعبيرا واضحا من الحكومة الليبية عن تمسكها بالاتحاد الخماسي الذي يضم إلى جانبها كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *