كشفت نتائج الدورة الثامنة من الباروميتر العربي لعام 2023-2024، تراجعًا ملحوظًا في مؤشرات دعم حقوق المرأة في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية، في الوقت الراهن، مسجلة أن هذا التراجع في دعم حقوق المرأة يطال مختلف المجالات، منها التعليم والعمل والحياة الاجتماعية.
وفي استطلاع حديث له، أكد الباروميتر العربي وهو شبكة بحثية مستقلة تأسست سنة 2006، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اطلع عليه موقع "بلبريس" أن أكثر من نصف المغاربة (57 بالمئة) يقولون إنهم يؤيدون مقولة "بشكل عام، الرجال أفضل في مناصب القيادة السياسية من النساء".
وتمثل هذه الزيادة بواقع 8 بالمئة منذ 2022 (49 بالمئة حينئذ) و22 نقطة مئوية منذ 2018 (35 بالمئة). يماثل مستوى دعم هذه المقولة حاليا مستواه في 2016 عندما قال المثل 56 بالمئة من المواطنين، وكانت أعلى نسبة سجلت في المغرب على الإطلاق. ومن غير المدهش أن الرجال المغاربة يؤيدون هذه المقولة أكثر من النساء. بينما يعرب ثلثا الرجال (68 بالمئة) عن تأييدها، أيدها أقل من نصف النساء (46 بالمئة).
ويشير الاستطلاع إلى أن 7 من كل 10 أشخاص يدعمون تخصيص مقاعد للنساء في البرلمان (71 بالمئة) والحكومة (70 بالمئة). بالمثل، يرى ثلاثة أرباع المغاربة (73 بالمئة) أن تواجد نساء في مناصب قيادية يعزز حقوق المرأة. والنساء أكثر تأييداً لهذه الفكرة مقارنة بالرجال، بهامش 23 نقطة مئوية (84 بالمئة مقابل 61 بالمئة).
وفي ما يتعلق بالتعليم، سجل الاستطلاع أن الربع فقط أي (26 بالمئة) يقول إن التعليم الجامعي مهم للرجال أكثر من النساء، وهي نسبة لم تتغير ُ منذ الدورة السابقة (كانت 24 بالمئة). بالمثل، يقبل الرجال على تأييد هذا الرأي بمعدل ضعف نسبة تأييد النساء له (37 ً بالمئة مقابل 16 بالمئة). فضلا عن المذكور، فالشرائح الأفقر تؤيد هذه الفكرة أكثر بواقع 10 نقاط مئوية، مقارنة بالأفضل ً حالا (31 بالمئة مقابل 21 بالمئة)
وفي أماكن العمل، يقول الثلثان تقريبا (64 بالمئة) إن الرجال والنساء يجب أن يحظوا بالمساواة في فرص العمل. تراجع تأييد هذه المقولة 11 نقطة مئوية منذ أخر مرة طرح فيها الباروميتر العربي هذا السؤال، في 2006 (كانت 75 بالمئة). على أن ِ المغاربة لا يتفقون على المعوقات الأساسية لدخول النساء قوة العمل. المعوقات الأكثر ذكراً هي عدم توفر فرص العمل (17 بالمئة) وتدني الأجور (14 بالمئة) والتحيز ضد النساء (13 بالمئة) وغياب خيارات رعاية الأطفال (12 بالمئة).
ومن الزاوية الاجتماعية، ذرك البارومتر العربي أن هناك أغلبية كبيرة (79 بالمئة) من المغاربة تدعم حق المرأة في رفض الزواج المرتب له من أسرتها دون موافقتها، لكن يقول 6 من كل 10 أشخاص (61 بالمئة) إنه يجب أن يكون للرجل القول الأخير في ما يتعلق بشؤون الأسرة.
ومن حيث العنف ضد المرأة، فهناك أقلية صغيرة (13 بالمئة) تقول إنه زاد في السنة الماضية، بينما يقول الثلث ّ (32 بالمئة) إنه يبقى على مستواه، ويقول 4 من كل 10 أشخاص إنه تراجع، في حين يقر أغلب المغاربة بانتشار التحرش. يقول 8 من كل 10 أشخاص (79 بالمئة) إنه منتشر في الشوارع من قبل الغرباء، ويقول الثلثان (65 بالمئة) الأمر نفسه عن التحرش في أماكن العمل.