كشف تقرير حديث عممه المنتدى الاقتصادي العالمي المخاطر، أن المغرب سيواجه خلال المستقبل القريب خمس تحديات رئيسية تستدعي تناغم الجهود واتخاذ إجراءات فورية، إذ يتعلق الأمر بمخاطر كبيرة تهدد استقرار المملكة على صعيدين: القصير والطويل.
وعدد التقرير خمس تحديات اقتصادية تتسبب في التباطؤ الاقتصادي من خلال تباطؤ النمو، حيث سيعيش المغرب مرحلة تحديات مالية تتطلب استراتيجيات ذكية للتغلب على الركود، بالإضافة إلى التضخم المتسارع، الذي يظهر كمشكلة متنامية مما يتطلب إدارة فعالة للسياسات الاقتصادية لمنع ارتفاع التكاليف وحماية القوة الشرائية.
التقرير ركز أيضا على تحدي نقص المياه، الذي يشكل تحديًا بيئيًا حيويًا يتطلب تنمية مستدامة واستغلال ذكي للموارد المائية ثم التفاوت في التوزيع، خصوصا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، إذ يخل بالتوترات الداخلية، ويستدعي إجراءات تعزيز المساواة والعدالة ناهيك عن البطالة التي تشكل تحديًا حيويًا يتطلب إطلاق مبادرات تشغيلية لدعم الشباب وتحفيز النمو الاقتصادي.
وأبرز تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن هذه “التغيرات البيئية والكوكبية مجتمعة ستؤثر بشكل جذري على النمو الاقتصادي وإمكانية التأمين على مدى العقد المقبل، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي والمياه والصحة”.
وسجلت الوثيقة ذاتها، التي تم نشرها تزامنا مع تنظيم فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية في الفترة الممتدة ما بين 15 يناير وحتى 19، أن هذه المخاطر ستساهم كذلك في التقليل “من الإنتاجية الزراعية ويحتمل أن تتسبب في فشل الحصاد بشكل متزامن في المناطق الرئيسية”، مستشهدة بدراسات تشير إلى أن فقدان كتلة جليدية كبيرة من الغطاء الجليدي في غرينلاند يمكن أن يؤدي إلى حالات جفاف وفقدان زراعي في منطقة الساحل، وفي شمال إفريقيا، في نفس الوقت الذي يقلل فيه من الإنتاجية الأولية البحرية في شمال المحيط الأطلسي”.
ويستند التقرير الذي تم إعداده بالتعاون بين مجموعة زيوريخ للتأمين وشركة مارش ماكلينان، على آراء أكثر من 1400 خبير عالمي في المخاطر وصانعي قرار ورؤساء شركات استطلعت آراؤهم في شتنبر 2023.
وتختلف أبرز خمسة مخاطر لكل بلد، فبالنسبة للجارة الجزائر يأتي التضخم على رأس المخاطر متبوعا بالأمراض المعدية، والهجرة غير الطوعية، ثم البطالة، ونقص إمدادات الطاقة، أما في تونس يبرز خطر الانكماش الاقتصادي في المقدمة، متبوعا بالدين العام، ثم نقص إمدادات المياه، وهشاشة الدولة، ثم التضخم.
وفي إسبانيا يبرز خطر الانكماش الاقتصادي في المرتبة الأولى متبوعا بالدين العام، ثم تآكل التماسك الاجتماعي، ونقص العمالة، فالتضخم في المرتبة الخامسة.
وعلى الصعيد العالمي، قال المنتدى إن التضليل الإعلامي هو أكبر المخاطر على البشرية في العامين المقبلين اللذين سيشهدان انتخابات مدعو إلى التصويت فيها نحو نصف سكان العالم ووسط ازدهار الذكاء الاصطناعي، وأكد التقرير أن “الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات الخاطئة والمضللة وأدوات نشرها يمكن أن يقوّض شرعية الحكومات المنتخبة حديثا”.
وأكد أن “الاستقطاب المجتمعي” والمعلومات الخاطئة المنشورة عمدا و”التي يولّدها الذكاء الاصطناعي” تُضاف هذا العام إلى “المخاوف بشأن أزمة معيشة مستمرة”