معركة انتخابات بين شانسيز وفيجو تشتعل ومستقبل العلاقات المغربية- الإسبانية على المحك
يقود بيدرو شانسيز رئيس حكومة إسبانيا المنتهية ولايته، اليوم الأحد انتخابات تشريعية مبكرة والتي قد دعا إليها بعد الخسارة التي مني بها في الانتخابات المحلية لصالح حزب الشعب اليمني المعارض.
غير أن نتائج الإنتخابات التشريعية ستكون لها انعكاسات على العلاقات الإسبانية المغربية، وذلك بعد أن غيرت مدريد موقفها التقليدي من قضية الصحراء المغربية وهو الملف الذي نال حصة الأسد في النقاش السياسي باعتبار أنه في حالة فوز زعيم المعارضة ورئيس الحزب الشعبي اليميني ألبرتو نونيز فيجو فسيعيد النظر من موقف اسبانيا في قضية الصحراء وهو مؤمن بالفوز هذه المرة.
وشهدت انتخابات المحلية الإسبانية في الشهر الماضي تراجعاً لافتاً للحزب الاشتراكي العمالي، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، بعد أن أظهرت نتائج الاقتراع ميول الإسبان نحو اليمين، بحصول الحزب الشعبي اليميني على 31.5 في المائة من الأصوات مقابل 28.2 في المائة للاشتراكيين في تصويت البلديات، وظفره بـ7 مناطق من أصل 12 منطقة. وهي نتائج جعلت الحزب الشعبي القوة السياسية الرئيسية في البلاد.
وبينما دفعت المكاسب الكبيرة التي حققها الحزب الشعبي سانشيز إلى الدعوة لانتخابات مبكرة من أجل أن يقرر الإسبان مستقبلهم السياسي في أقرب وقت ممكن، على حد تعبيره، يطرح فوز الحزب اليميني تساؤلات عديدة بشأن مستقبل علاقات مدريد والرباط، وانعكاسات وصول الحزب اليميني إلى الحكم، إذا حصل، على ملفات بالغة الأهمية من قبيل قضية الصحراء وسبتة ومليلية والهجرة.
وفي هذا الصدد، قال عمر الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية، "تجري اليوم الانتخابات التشريعية الاسبانية والمؤكد أن استحقاقات الجارة الشمالية، ليست شأنا داخليا على الأقل بالنسبة لبلدنا الذي يحتل موضوع الصدارة في البرنامج الانتخابية والمواد الاعلامية والمناظرات السياسية".
وأضاف الشرقاوي، أن العلاقات الاسبانية مع المغرب حاضرة بقوة، مقارنة مع كل دول الجوار، لاسيما في ما يتعلق بمواضيع الأمن والهجرة السرية، ومقترح الحكم الذاتي وسبتة ومليلية واتفاقية الصيد البحري ورسم الحدود البحرية….، مؤكدا أنه "لذلك سيكون الموقف من المغرب أحد العوامل الحاسمة في اختيارات الناخبين، فدور المغرب في هذه الانتخابات دور مؤثر، مزعج، مثير، ومغري...".
وأوضح المحلل السياسي أنه "وبهذا الحضور القوي يعد المغرب أكبر ناخب ومصوت في الانتخابات الاسبانية اليوم، سيكون حاضرا في ورقة التصويت وسيكون حاضرا في عملية سد الطريق أمام اليمين المتطرف الذي لن يكون صعوده صالحا للرباط ومدريد على السواء".
وكان خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخاريجة الإسباني، قد أوضح هذه الرؤية في رسالة وجهها إلى زعيم المعارضة زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيجو، أخبره فيها أن المغرب من أولويات السياسة الخارجية لإسبانيا.
وجاء رد فعل ألباريس في أعقاب التصريحات الأخيرة لرئيس حزب الشعب. والتي ادعى فيها عدم علمه بالاتفاق مع المغرب ، والذي عجل بتغيير الموقف التاريخي لإسبانيا في مسألة الصحراء المغربية.
و أضاف رئيس الدبلوماسية الاسبانية موجها كلامه لزعيم الحزب الشعبي “إن عدم المعرفة بالتطورات الجديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب هو علامة ، ومن المفارقات ، أن زعيم المعارضة غير لائق لقيادة الحكومة المستقبلية.
و أكد ذات المتحدث أن الجارين المغرب واسبانيا يسيران على أساس خارطة الطريق الجديدة ، المعتمدة في 7 أبريل 2022 ، بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز ، إلى الرباط ، بدعوة من الملك محمد السادس، مؤكدا ان البلدان ملتزمان، بالتعامل مع الأمور ذات الاهتمام المشترك بروح الثقة والتشاور. هذا ، مع إعادة تنشيط مجموعات العمل التي تم إنشاؤها بين البلدين لإعادة إطلاق التعاون الثنائي متعدد القطاعات.