كشفت وزارة الصحة الجزائرية، أمس الثلاثاء، تسجيل 23 ألف حالة إصابة بالبوحمرون منذ عودة ظهور الوباء خلال سنة 2018 و 16 حالة وفاة.
وقالت الوزارة أنها “أوفدت فرقا طبية للولايات التي ظهر بها الوباء خاصة ولايتي مستغانم وباتنة للتحقيق في الوضع” ، بحسب ما نقلت الوكالة الرسمية.
ودعت الوزارة العائلات الجزائرية إلى “عدم انتظار ظهور حالات جديدة للقيام بالتلقيح مع احترام رزنامة لقاح أطفالهم”, مؤكدة بأنه لا يوجد حتى الآن دواء ضد البوحمرون باستثناء اللقاح الذي وصفه ب”بالوقائي الوحيد ضد هذا الوباء المعدي والمميت”.
كما توقعت الوزارة تسجل حالات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة بعدة مناطق من الجزائر.
تشهد حملات التلقيح التي تطلقها الحكومة سنويًا مقاطعة من طرف أولياء التلاميذ، بداعي أنهم باتوا يتخوفون من صلاحية اللقاحات ومصدرها، بالرغم من تطمينات وزارة الصحة بأنها تتطابق والمعايير الدولية؛ ما ساهم في ضعف مناعة الأطفال في مواجهة الفيروسات والأمراض.
وتشير أرقام رسمية أصدرتها وزارة الصحة في الجزائر، قبل أيام، أن 4 ملايين متمدرس لم يخضعوا لإجراء التلقيح؛ بسبب عدم استجابة أوليائهم لنداءات التلقيح، ما ينذر بانتشار الداء في المؤسسات التعليمية أكثر من أي وقت مضى.
وتُؤكد الحكومة الجزائرية أن ظهور بعض حالات الحصبة والحصبة الألمانية، راجع بالدرجة الأولى إلى”عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم خلال الحملتين المنظمتين في مارس 2017، ودجنبر 2017، ويناير 2018، التي مسَّت “نسبة 40% فقط من الفئة المستهدفة، تراوحت أعمارهم بين 6 و14 عامًا”.
ويعتبر الجزائريون أن عام 2018 لم يكن فأل خير عليهم، حيث هيمن الرعب على يومياتهم، وأضحى شبح” الأمراض الخطيرة” والمعدية يلاحقهم، حيث كانت البداية بعودة داء الكوليرا الذي شغل الرأي العام، ليتحول النقاش اليوم حول مرض الحصبة ( البوحمرون).
وأحيت عودة بعض الأوبئة أو ما يسمى بـ” أمراض الفقر”، جدلًا واسعًا في الجزائر، حول ضعف الاحتياطات الصحية وغياب مخطط وقائي؛ وهو ما دفع الحكومة للإعلان عن مخطط وطني لمكافحة الأمراض والأوبئة.
وبهذا الخصوص، أكد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، أن “عودة بعض الأوبئة ولو بحجم محدود ومتحكم فيه، إنذار لنا بضرورة عدم التهاون في الوقاية من مسببات هذه الأوبئة”.