الحبيب المالكي .."وقف تدفق الهجرة لن يكونَ من خلال إغلاق الحدود ولكن بالحوار والتعاون"

قال الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب في افتتاح أشغال المناظرة الدولية حول موضوع "دور البرلمانات و المجالس الاقتصادية والاجتماعية الإفريقية والمؤسسات المماثلة، " المغربُ أصبح  بَلَدَ عبورٍ للمهاجرين وأرضَ استقبالِ واستقرارِ عددٍ كبير من هؤلاء. وقد تَيَسَّرَ ذلك، على الخصوص بفضل سياسة الهجرة الجديدة التي أطلقها المغرب منذ أكثر من خمس سنوات".

وأوضح الحبيب المالكي بأن سَنَتَيْ 2017 و2018 عَامَيْ الهجرة في المغرب بامتياز. مؤكدا أنهما " تميزَتَا باختيار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من طرف الاتحاد الإفريقي رائدًا للاتحاد في مجال الهجرة في إفريقيا. وفي ذلك، تقديرٌ لسياسة المغرب في مجال الهجرة واللجوء والإدماج التي حرص جلالتُه على إطلاقها ويحرصُ على تنفيذها، وتقديرٌ أيضالمقاربة ورؤية جلالته للظاهرة، فِيمَا سيلتئِمُ مُمَثِّلُو المجموعة الدولية بمراكش لإقرار أوسع ميثاق عالمي حول الهجرة".

ودعا المجموعة الدولية أن تعمل بجد من أجل التصدي لجذور الهجرة وأسبابها. و الوفاء بالالتزامات المتفق عليها في باريس  Cop 21 ومراكش  Cop 22. مشيرا أنه" يتعين على المجموعة الدولية وضع وتنفيذ خطة عاجلة لتنمية إفريقيا بما يُطْلِقُ ديناميات اقتصادية واجتماعية تدمج الشباب الإفريقي المتطلع الى حياة أفضل".

وأكد الحبيب المالكي في السياق ذاته أن "وقف التدفقات الهِجْرَوية لن يكونَ من خلال بناء الجدران وإغلاق الحدود، ولكن بالحوار والتعاون وبالتصدي لجذورِها وأسبابها. مشيرا أن" المهاجرين الذين يغامرون بحياتهم، إنما يقومون بذلك مدفوعين بالحاجة الماسة، الحاجة إلى الشغل الضامن للكرامة، أو الحاجة إلى الأمن الذي افتقدوه جراء النزاعات الداخلية أو العابرة للحدود، أو جراء انهيار الدولة وسيادة الفوضى، أو الحاجة إلى تأمين الغذاء بعد أن أَتْلَفَ الجفافُ أو الفيضاناتُ أراضيهم الزراعية ومَصْدَرَ أرزاقهم".

وأبرز في السياق ذاته" أن مواجهة هذه التحديات، تقع على البرلمانات والمنظمات البرلمانية المتعددة الأطراف  وعلى المجالس الاقتصادية والاجتماعية مسؤوليةٌ كبرى في التَّرَافُعِ من أجل اسْتِتْبَابِ السلم والاستقرار والأمن وتسوية النزاعات بالطرق السلمية".

وتابع رئيس مجلس النواب "ينبغي العمل على تصحيح التَمَثُّلاتِ الخاطئة للهجرة، وتوسيعِ  دائرة المدافعين عن إيجابياتِ الهجرة  فالمهاجرون، عكس الصورة النمطية التي تُعْطَى عنهم، بعد أن ساهموا في الماضي في بناء اقتصادات بلدان الاستقبال، يساهمون اليوم في رَخائِهَا وازدهارها، ومنهم كفاءاتٌ علميةٌ وتكنولوجيةٌ، وأدمغةٌ، وأهلُ ابتكارٍ، وَهُمْ سواعدُ في المعامل والاستغلاليات الزراعية، وفي عديد من الحالات، سواعدُ في أعمال لا يقوم بها مواطنو بلدان الاستقبال، إن الأمر يتعلق بقوى عاملة، وبِطَاقَاتٍ فكريةٍ وعلميةٍ، مما يتطلب الكَفَّ عن الخلط بين الهجرة من جهة، والإرهاب والعنف والتطرف من جهة أخرى".

وأشار الحبيب المالكي إلى  الأسباب التي تترك المهاجرين عُرضةً للاستغلال دون حقوق اجتماعية أساسية. ومنها التداخل بين الهجرة غير القانونية وأشكال أخرى من الجريمة غير المنظمة كالإرهاب، والاتجار في البشر، وفي المخدرات، مما يشكل تَعَدِّياً جسيما على حقوق المهاجرين.

واختتم الحبيب المالكي كلمته بدعوة جميع الأطراف المعنية،" لإقرار حد أدنى من التنسيق والتضامن بين البلدان التي هي مجالات عبور الهجرة وخاصة بين بلدان الضفة الجنوبية لخوص المتوسط من أجل إِعْمَالِ سياسات  ومقاربات اجتماعية وإنسانية في التعاطي مع الظاهرة والتصدي لعصابات الاتجار في البشر وباقي أنواع الجريمة المنظمة".