سيدخل حزب العدالة والتنمية انتخابات 8 شتنبر، مكسور الأجنحة، بعد أن أقصى العديد من الأسماء الوازنة من الترشح في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أو فقدهم لأسباب متعددة.
“صقور البيجيدي” كما يوصفون على المستوى الإعلامي، جلهم غائبون عن حملة العدالة والتنمية، التي ستنطلق يوم الخميس 26 غشت الجاري، مما يطرح العديد من التسؤالات حول الكيفية التي سيدبر بها “المصباح” حملته الانتخابية.
العدالة والتنمية الذي بنى استراتيجيته الانتخابية على البكاء والعويل، ومسح الاخفاقات في “التماسيح” و”العفاريت” و”التحكم”، فقد أبرز عنصر في قيادة هاته الاستراتيجية وهو الامين العام السابق ورئيس الاحكومة السابق عبد الاله بنكيران.
بنكيران الذي رفض الترشح باسم “المصباح” في مدينة سلا بالرغم من ضغط القيادة الحزبية عليه، سيفقد “البيجيدي” العديد من الأصوات بسبب انسحابه من عالم الساسية، واتخاذه موقف الرجوع للوراء.
كما أن إقصاء محمد خيي، والقيادية آمنة ماء العينين، والكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية خالد البوقرعي، ورفض القيادي البارز في الحزب عبد العزيز أفتاتي، الترشح في الانتخابات سيجعل الحملة الانتخابية لاستحقاقات سنة 2021 منقوصة،
ولن يؤثر هذا الأمر إلا سلبا على نتائج الحزب.
وحتى التشطيب على كل من القيادي عبد العالي حامي الدين، ورئيس جهة الرباط سلا قنيطرة عبد الصمد السكال، من اللوائح الانتخابية، وخروجهم من الساحة الانتخابية، سيزيد من تعميق الوضع الكارثي الذي سيعيشه العدالة والتنمية خلال
هاته المحطة الديمقراطية.
إن فقدان “البيجيدي” لهؤلاء “الصقور”، لن يؤثر فقط على البيت الداخلي، وليس فقط على محيط الحزب والمتعاطفين معه، بل سيكون له أثر بليغ على نتائج الحزب، التي ستهوى لدرجة لا يمكن تصورها.
فبالعودة لانتخابات سنة 2016، على سبيل المثال، سنجد أن اللائحة التي قادها عبد الاله بنكيران حازت على 36404 صوتا، أي بمعدل يفوق 50 في المائة من نسبة المصوتين، وحاز الحزب على مقعدين.
عبد الصمد السكال في الانتخابات الجهوية لسنة 2015، حاز على 43016 صوتا، وهي نسبة جد مرتفعة مقارنة مع ما حصلت عليه باقي الأحزاب، مما جعله “المصباح” يحصل على 6 مقاعد بدائرة الرباط للانتخابات الجهوية من أصل 12 مقعد.
لقد قدمنا عينة من نتائج حصل عليها “صقور البيجيدي” في انتخابات سنة 2015، وسنة 2016، وقس على ذلك باقي الاسماء. ففي ظل هذا فقدان هؤلاء الأفراد، ستتعقد استراتيجية العدالة والتنمية، وسيصعب من مهمة الحفاظ حتى على
الأصوات المحصل عليها سلفا، وسيجعل السؤال حول “هل يستطيع “البيجيدي” إنجاح حملته الانتخابية؟”، قائما، وجوابه سيكون بعد 8 شتنبر.
على كل غياب بنكيران ، محمد خيي، القيادية آمنة ماء العينين، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية خالد البوقرعي، ورفض القيادي البارز في الحزب عبد العزيز أفتاتي، والتشطيبب على حامي الدين والسكال ستكون له تداعيات على الحملة
الانتخابية للبيجيدي، والتكلفة ستكون غالية.