ارتفاع متواصل للإصابات بـ"كورونا".. هل يعود الحجر الصحي "مجددا" ؟

يبدو أن المغرب، بات في طريق معبد للعودة إلى الحجر الصحي الشامل، في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد .

عودة ستكون بآثار قاسية، على الاقتصاد الوطني، ولاسيما أن الأخير واجه صعوبات بالجملة، في الحجر الصحي السابق، الذي أعلن عنه في بداية الأزمة الصحية التي تمر منها البلاد .

 

1/4 من الاختبار "إيجابية"

من كل أربعة أشخاص يجرون الاختبار، واحد منهم مصاب بفيروس "كورونا" المستجد، هذه هي حصيلة اليوم بالمغرب .

أكثر من أربعة آلاف إصابة بالفيروس التاجي، و19 ألف حالة مستبعدة فقط، أي تم إجراء أكثر من ثلاثة وعشرين ألف اختبار، وفقا لما كشفت عنه معطيات وزارة الصحة .

 

ضغط على المنظومة الصحية

 

الحالات النشيطة هي الأخرى، في ارتفاع متواصل مع استقرار عدد حالات الشفاء وارتفاع الإصابات الجديدة، لتقارب بذلك من عتبة الثلاثين ألف حالة تتلقى العلاج سواء بمستشفيات المملكة أو بمنازلها وفقا للبوروتوكول العلاجي المعتمدة من وزارة الصحة .

ارتفاع متواصل، للإصابات وضغط على المستشفيات، ينذر بأزمة صحية حقيقية، قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه .

وأصبح معدل الإصابة التراكمي بالمغرب يناهز 2، 514 إصابة لكل مائة ألف نسمة، مع مؤشر إصابة يبلغ 4، 11 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، مع استثناء 19 ألف و185 حالة من كونها مصابة بالمرض، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى مليونين و944 ألف و035 حالة، فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا 29 ألف و118 حالة.

 

ملء أسرة الإنعاش

 

وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة الجديدة المسجلة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 57 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 652 حالة، 43 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي.

أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة ب”كوفيد-19″ فقد بلغ 4، 28 في المائة.

 

الحجر "وارد جدا"

 

ويرى المراقبون للمشهد الصحي بالمغرب، أن مسألة عودة الحجر الصحي واردة بشكل كبير، وذلك بعدما عادت إليه مجموعة من الدول الأوروبية كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا وإيطاليا وغيرها من البلدان التي ضاق بها الأمر في مواجهة الفيروس التاجي .

نفس المصادر تشير إلى أن الحل بات بين أيدي المواطنين، وكذلك أرباب العمل وغيرهم من الفعالين المؤثرين في هذه الأزمة، باعتماد تدابير وقائية صارمة من أجل الحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

 

تحذير "ملكي"

 

وكان الملك محمد السادس، قد لوح بإمكانية إعادة فرض الحجر الصحي العام في البلاد، في حال استمرار ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

وفي خطاب وجهه للشعب المغربي بمناسبة الذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب، حذر الملك محمد السادس من انعكاسات هذه الخطوة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وأكد أن البلاد مستمرة في جهودها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد-19، لافتا إلى أن الأمر أصبح مؤسفا بعد زيادة أعداد الإصابات في الفترة الحالية.

وأشار إلى أنه بعد "رفع الحجرالصحي تضاعف أكثر من ثلاث مرات عدد الإصابات المؤكدة والحالات الخطيرة وعدد الوفيات في وقت وجيز. مقارنة بفترة الحجر".

وأوضح أن "معدل الإصابات ضمن العاملين في القطاع الطبي ارتفع من إصابة واحدة كل يوم خلال فترة الحجر الصحي ليصل مؤخرا إلى عشر إصابات".

وأوضح الملك محمد السادس أن ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا جاء بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أنه إذا استمرت هذه الأعداد في الارتفاع فإن اللجنة العلمية المختصة بوباء كوفيد-19 قد توصي بإعادة الحجر الصحي بل وتشديده".

 

اللقاح هو "الحل"

 

في المقابل، يعتبر المراقبون للوضع الصحي، سواء وطنيا أو دوليا أنه لا مفر من الفيروس إلا بتطوير لقاح مضاد له .

وتؤكد نفس المصادر، أنه مع هذا الارتفاع في الإصابات وعشرات الوفيات يوميا، الحل بيد اللقاح، وفي غياب الأخير تبقى الإجراءات الاحترازية والوقائية حل كفيل بحصار الفيروس التاجي .