حروق من الدرجة الثالثة تغطي جسمه الرياضي، و"كروسة" لبيع "لكبال" محترقة أمام منزله الذي تزينت إحدى زواياه بإجازته في الآداب العصرية منذ سنة 2003، وبصوت واثق يحكي محمد غزلي قصته من الجامعة حتى احتراقه مع "كروسته" لبيع "لكبال"، ومعاناته مع المسؤولين الذين واجهوا مشاكله بسياسة الآذان الصماء، فغزلي الذي صار يعرف بمول الكروسة هو كاتب وعداء، ولديه أسلوب مميز في كتابة القصص، كما أن لديه كتبا غير مطبوعة في الشعر والقصة، فضلا عن نشره في المواقع الالكترونية الأدبية المتخصصة وفي الجرائد الورقية.
ولم يخف غزالي قساوة الحياة عليه وهو يتحدث عن معاناته لموقع "بلبريس" الالكتروني :" أنا أكثر من ستة أشهر "عايش غير بالكريديات"، العيد لكبير قريب، والدخول المدرسي كذلك. والدتي مريضة بالقصور الكلوي، وابنتي ذات 8 أشهر تحتاج للحليب و"ليكوش". لذا فكرت أن أشتغل على "كروسة ديال لكبال المشوي والمسلوق" أمام المنزل، وفي أول يوم اشتغلت فيه، "أشعلت قنينة الغاز على البرمة ديال الكبال باش يتسلق"، وبعد ربع ساعة حدثت الكارثة التي كانت ستودي بي إلى الموت لولا العناية الإلهية. انطلقت النيران مثل تنين عظيم. أصبت بحروق خطيرة على مستوى اليدين والأقدام، وإلى الآن لازلت طريح الفراش، تحت الرعاية الطبية ملفوفا بضمادات طبية معقمة. اشتريت لها "بومادا بيافين" فقط ولم أستطع شراء "ليزونتي بيوتيك" بسبب الإفلاس".
وأضاف غزالي : "اشتغلت السنة الماضية في البحر، لكن السلطات المحلية خداو لي الكروسة ديالي ومابغاوش يرجعوها، من هنا غادي ننشر تصويرة فالفيسبوك وأنا في حالة يرثى لها، الصورة كتبين إنسان مجاز ومعطل ورب أسرة يتسول على كورنيش الجديدة، اللقطة التي هزت الرأي العام المغربي، من بعد خمسطاعش يوم من اعتقال الكروسة طلقوا السراح ديالها وكان الصيف على وشك النهاية هاذيك الساعة".
وأكد المتحدث ذاته أنه :"كنت مهتما بالسياسة في أيام الجامعة من سنة 1999إلى سنة 2003، لم تكن لي مشاكل مع الفصائل كنت أتخوف من الصدام لذلك كنت معتزلا ومحايدا ولو أنني كنت متدينا، درست الأدب كقارئ متذوق منذ الإعدادي، ولأتمكن من الكتابة والابداع لابد من توفر مساعدات الكتابة الروائية والتي لا أتوفر على 0.5 فالمائة منها، فأنا أعيش في قفز، غرفة "عاطينها لي النساب فيه جوج ميترو فالعرض وربعة ميترو في الطول" متعددة الاختصاصات، فيها المطبخ والمكتبة والطواليط والبلاكار وبيت النعاس، ولأنني طويل شوية كنعس فيه مطوي، الا سرحت رجلي يخرجو من الباب. فين غادي تخلليك هاذ الضروف تكتب شي رواية".
وعن بحثه عن عمل قار، قال الغزالي الأب لطفلتين أنه قدم ملف ترشحه لمباريات التعليم، إلا أنها لم تقبل، فدق باب المدارس الخاصة في مدينة الجديدة، إلا أنها الأخرى كانت تريد أستاذا ذا تجربة في الميدان، فاشتغل بتجارة الشارع كبائع متجول، باع الفواكه الجافة، والفشار pop corn، وعصير البرتقال، "الطون والحرور"قلي السمك على العربة، ثم باع الملابس الداخلية أيضا، كما انه اشتغل كمساعد تاجر من 2008 إلى 2014، ثم عاد لبيع "الطون" في المناسبات وفي الصيف عند شاطئ الجديدة، لكن ابتداء من سنة 2017، قام المجلس البلدي بعقد صفقة مع مستثمرين كبار، وباع لهم كورنيش البحر لمدة ثلاث سنوات، فأصبح محمد ملزما بكراء كيوسك ب 30 ألف درهم على الأقل من المستثمر وهو المبلغ الذي لم يتوفر عليه يوما، حسب قوله.
وانخرط الغزالي سنة 2014 في نادي الدفاع الحسني الجديدي لألعاب القوى ولازال معه إلى الآن،حيث شارك في البطولة الوطنية للعدو الريفي تخصص المسافات الطويلة، كما شارك في ماراطونات عديدة، كماراطون الرباط ومراكش ونصف ماراطون الجديدة والدار البيضاء عدة مرات.