انهار كل شيئ في العالم مع انتشار جائحة كورونا بشكل رهيب حتى بالدول التي كانت توصف بالأمس بالدول العظمى وغير المستباحة،حيث انهار الاقتصاد وتوقفت الحياة السياسية والاجتماعية، وأجبر الانسان على قبول الخضوع للحجر الصحي والمنزلي في ظل العزلة والهلع والخوف والانطوائية .
وامام خطورة وباء كورونا وما أفرز من خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية رهيبة في كل بقاع العالم ، فتحت نقاشات حول الأوبئة وتاريخها وتأثيراتهاومخاطرها وتداعياتها،وبدأ الناس في العالم يبحثون عن مراجع وكتب حول زمن الأوبئة في التاريخ ، وفي هذا الصدد سطع نجم كتاب «الأوبئة والتاريخ: المرض والقوة الإمبريالية» (Epidemics and History: Disease, Power and Imperialism) لشلدون واتس الذي قام بترجمته للعربيّة د. أحمد محمود عبد الجواد عن «المركز القومي للترجمة» عام 2010.
كتاب الأوبئة والتاريخ المرض والقوة والإمبريالية للكاتب شلدون واتس يلقي الضوء على نقطتين أساسيتين: الأولى ردود الأفعال في كافة من المجتمعات الغربية الأوروبية وكذلك المجتمعات العربية الشرقية القديمة؛ مثل بلاد الصين ومصر والهند في التعامل مع هذه الأوبئة الخطيرة، وطريقة السيطرة والتحكم في هذه الأوبئة أساليب مقاومتها. أما النقطة الثانية: هي تسليط الضوء على العلاقة التي تجمع بين ظاهرة الاستعمار والإمبريالية وأدواتها وأساليبها الاقتصادية والاستبدادية والقمعية،وانتشار الأوبئة والأمراض.
وفي عز ارهاب وباء كورونا وانتشاره الرهيب في العالم وما خلفه من ضحايا بشرية وشلل للاقتصاد العالمي ومن متغيرات في حياة المجتمعات اقترحت بلبريس الثقافي لكم كتاب «الأوبئة والتاريخ: المرض والقوة الإمبريالية» للقراءة في سياق وطني واقليمي ودولي يوحي بان مغرب ما قبل وباء كورونا لن يكون هو مغرب ما بعد هذا الوباء ، وبان العالم ما قبل وباء كورونا لن يكون هو نفسه ما بعد هذا الوباء، مما يعني انهيار الكثير من النظريات العلمية والسياسية والقانونية المتداولة اليوم وطنيا ودوليا.