يعتبر خطاب العرش لهده السنة بداية لمرحلة جديدة ومتميزة من تاريخ المغرب الحديث، على مختلف الأصعدة. فبعد الخطوات الكبيرة التي قطعها المغرب على المستوى السياسي والاقتصادي والإجتماعي والبنيوي، كل المؤشرات تؤكد على المحطة الإنتقالية التي ستعرفها البلاد في المستقبل المنظور.
بخصوص الجانب الإقتصادي لا يختلف إثنان على أن المملكة قطعت أشواطا كبيرة إن عل المستوى الداخلي أو الخارجي في تطوير الإنتاج المغربي في عدة قطاعات ابتداءا من صناعة السيارات والزيادات المطردة في الإنتاج والتصدير وكذا الأنشطة المرتبطة بها، مرورا بالصناعات الفوسفاطية، والمواد الفلاحية والمنتجات البحرية وغيرها من الصناعات الغذاءية والتحويلية. كلها مؤشرات تؤكد بوضوح المسار الصحيح والتوجه الناضج للسياسات الإقتصادية للمغرب، والتي عززت التواجد المغربي في القارة السمراء من منطلق رابح رابح كما يؤكد على ذلك صاحب الجلالة قائد البلاد، بل استطاعت المملكة سحب البساط من العديد من الدول الأوربية الكلاسيكية والتي أصبحت تعاني الأمرين خلال تواجدها المتراجع بالسوق الأفريقية .
على المستوى الذاخلي يعد الخطاب الملكي السامي نقطة انطلاق مرحلة جديدة من التحديات من خلال تعزيز وتجويد الترسانة القانونية وحفظ المكتسبات والحقوق لدى مختلف فئات المجتمع كما تؤكد على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة لتعزيز هذه الدينامية الجديدة ذاخل مختلف الأوساط المغربية.
الأن وليس غدا أصبحت الأحزاب السياسية مطالبة بتعزيز وتقوية وتنقية ديمقراطيتها وانظمتها الذاخلية لمسايرة التحديات الجديدة في عالم متغير ومتطور ومواكبة التحولات والتحديات لبناء مغرب جديد تتكافؤ فيه الفرص امام جميع المواطنين بمقاربة تشاركية تعزز القيمة المضافة للبرامج التنموية وبرامج العمل التي تنتجها الجماعات الترابية بمختلف اصنافها وأحجامها.
البرلمان، الغرف المهنية، النقابات ، الأحزاب والمجتمع المدني كلها أصبحت مطالبة بالإنخراط في هذه الدينامية الجديدة والنشطة التي سطرها صاحب الجلالة خلال خطاب العرش، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة انسجاما مع التوجه الجديد للمغرب وتماشيا مع الإتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعها المغرب والتزم بتنفيذها مع مختلف شركاءه بالمنتظم الدولي ، ضمانا لمغرب فعال وجديد فعال ومتطور وذا مصداقية، على مختلف ربوعه وأقاليمه من طنجة إلى الكويرة.
الكفاءة الجدية والمسؤولية عناوين بارزة تنتظر الفاعل السياسي والمسؤول الترابي لتنزيلها على أرض الواقع من أجل مغرب جديد ينتظره المغاربة كافة، وفق تصورات صاحب الجلالة وتبعا لخارطة الطريق التي رسم معالمها في خطاب العرش المجيد، لبناء مغرب أصيل وجديد.