محمد بوزفور يكتب: الخيبة الافريقية والامساك بورقة كأس العالم !!

يبدو من خلال تتبع ردود فعل الجمهور المغربي عبر منصات التواصل الاجتماعي على الخصوص، أن هناك ما يشبه الاجماع حول جملة من النقط ترتبط باقصاء المنتخب المغربي من ربع النهائي لكأس افريقيا :
أولا / أن الناخب الوطني قد وصل في تعاطيه التقني مع المنتخب إلى الباب المسدود ، وأن الاختيارات التكتيكية التي تبناها أثناء مباراة مصر على الخصوص جعلت الفريق الوطني لاسيما بعد تسحيل ضربة الجزاء من طرف بوفال، يتحول الى شبه مومياء محنطة لا تقوى على المقارعة والهجوم . كان المدرب الوطني تائها وغير قادر على قراءة مختلف مراحل المواجهة الكروية عكس الطاقم المصري بقيادة كيروش .
ثانيا / كان باديا أن منير الحدادي لم يكن يملك أي مقومات لمجاراة ايقاع وضغط المباراة ، ورغم ذلك لم يتردد المدرب في الابقاء عليه لوقت أطول و استبدال سفيان بوفال في لحظة غير مناسبة ، وهو الذي كاد يكون اللاعب الاوحد القادر على مناوشة الخطوط الدفاعية المصرية وارباك خططها .
ثالثا / بدا جليا أن النجم العالمي صلاح قد وجد الطريق إلى مربع العمليات المغربي في الجولة الثانية ، عبر ضعف ادغاء اللاعب المغربي ماسينا الذي اتضح ان قميص المنتخب أكبر منه بكثير .. والحالة هاته أن لاعبا شرسا و مؤهلا بدنيًا و يملك ما يكفي من الخبرة في النزالات الافريقية مثل مدافع نادي الجيش الملكي الشيبي، كان بإمكانه خلق متاعب كبيرة لمحمد صلاح و إغلاق الممرات التي تمكن عبرها المصريون من تصيد هدفين ثمينين .. يكفي أن نعيد مشهد الهدف الثاني لمعاينة الموقع البعيد لماسينا الذي كان خارجا في نزهة بعيدا عن مهمة تطويق النجم المصري ..
رابعا / مارس المصريون لاعبين وطاقم فني كثيرا من الضغط على الحكم السينغالي في أوقات مختلفة من المباراة بسبب واضح أو دون سبب وجيه ،في حين ظل وحيد يراقب ألاعيب المنافس غارقا في عقمه التكتيكي و فشله في ايجاد مفاتيح جديدة لتغيير النتيجة طيلة زمن الشوطين الاضافيين دون أن تعطي التبديلات أية قيمة مضافة للهجوم المغربي ووسط الميدان الذي كان اللاعب برقوق أحد أعمدته المتهالكة بامتياز .
واليوم و بعد 47 سنة من الاخفاق في معانقة الكاس الافريقية ، وبعد الاخفاق الذريع منذ سنوات في الوصول الى مرحلة نصف النهائي، يحصد المنتخب الوطني مرة أخرى بعد نكسة الكاس العربية مرارة جديدة ويتجرع معها ملايين المغاربة كؤوسا من العلقم والاحباط .. لماذا قد نتساءل لماذا يستحضر المغاربة اسم الزاكي عند كل انتكاسة ؟؟ بكل بساطة لانه الإطار الوطني أو الأجنبي الوحيد الذي أفلح في الوصول بمنتخبنا الى النهاية الافريقية في 2004 بتونس عن جدارة وانتزع منه اللقب انتزاعا ..
منذ أن تقلد السيد لقجع منصب الرئيس في 13 ابريل سنة 2014 لم يتمكن المغرب من رفع الكاس الافريقية .. وهو ما لا يمكن تمريره تحت يافطة سوء الحظ و النحس أو التحكيم وغيرها من المبررات المتهافتة .. إن العقل الجماعي الذي يحرك فكر الجماهير المغربية يحصر دور الجامعة في انجاح خرجات المنتخب قاريا ودوليا و مهما كلف الامر .. علما أن الانتصارات أو التأهل من شأنها أن تسهم - رغم وجود جملة من النواقص - في تعزيز ثقة الجمهور في اللاعب والمدرب والجامعة .. و علما ان الهزيمة والخسارة تبقى دوما يتيمة دون آباء ..
الاكيد أن العامل النفسي يبقى أساسيا في معادلة الكرة الوطنية والاحساس الشعبي ، بحكم ان نجاحات الكرة وسحرها الآسر تقوي الانتماء الوطني في كثير من البلدان وتعزز روابط الهوية الجماعية وتدخل الفرح للمنازل والبيوت وتذيب ثقل الفقر والهشاشة ومختلف الاكراهات الاجتماعية والاقتصادية .. لقد أظهرت التجربة الأمنية أن معدل السرقات بالشارع العام التي تطال السيارات والممتلكات وغيرها تتناقص عبر العالم بوتيرة ملحوظة وقت بث واجراء المباريات الحاسمة للاندية الكبرى و المنتخبات الوطنية .. أي أن أغلب الاشخاص الذين اعتادوا تنفيذ الافعال الإجرامية بالشارع العام يهرعون هم أنفسهم الى الملاعب بدافع الشغف هذه المرة إلى الشاشات لمتابعة الحدث الرياضي ..!!
والآن ماذا بعد ؟
أكيد أن البكاء على الأطلال لا يغير الحال .. والحالة هاته أن ورقة كاس العالم تطرح نفسها نهاية شهر مارس المقبل في مواجهة غينيا الاستوائية التي لم تكن بالسهولة المتوقعة طيلة أدوار الكاس الافريقية .. و تبعا لذلك فإما أن نكون أو لا نكون !!
الواقع أننا بنفس المدرب تنتظرنا معاناة حقيقية ، لان حبل الاحترام اتجاه الرجل قد انقطع بينه وبين اللاعبين ، ولأنه في حالة استمراره في قيادة المنتخب سيصطدم بسخط الجمهور الذي يرى فيه الركن مصدرا لصناعة الاحباط و الاوجاع .. ومن ثمة يصعب مبدئيا على الناخب الوطني الحالي العمل في اجواء تغلب عليها مشاعر السلبية والغضب ، رغم ما توفر له من كروط بيضاء وامكانيات ضخمة وميزانيات خيالية !!
لكن مسؤولية الجامعة تظل قائمة ، لان الرجل الطاعن في السن والطاعن في الفكر الكروي يعتبر مستخدما لدى المؤسسة الكروية المغربية وليس العكس ،، لكن هذا الرجل أظهر وجوها متعددة من الطغيان والجبروت في اختياراته الفنية وفي اشعال الحرائق مع لاعبين مغاربة أكفاء ( وهو الذي كان عليه اطفائها بالحكمة والتبصر والاحتواء النفسي ) و كذا في ردود الفعل المتعجرفة امام الإعلام الوطني.. ولم يجد اثناء إتيانه" للبدع " من يوقف هذيانه الفظيع !!
واليوم و بعد خروجنا بالدموع من الحفل الافريقي ، هل يستطيع السيد لقجع الإمساك بقيادة السفينة للافلات من عواصف المرحلة .. والظفر بورقة التأهل لكأس العالم / قطر 2022 ، سواء في حضور المدرب المغضوب عليه أو في حضرة مدرب جديد ؟؟؟


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.