شهدت جامعة فاس تحولاً مهماً في أعقاب جلسة حوار استثنائية استمرت لاثنتي عشرة ساعة بين إدارة الجامعة وممثلي الطلبة. أسفر هذا الحوار عن قرار تأجيل امتحانات الدورة الخريفية في جميع كليات الجامعة الخمس، في خطوة تعكس جدية الإدارة في التعامل مع المطالب الطلابية.
أثمر هذا الحوار الماراثوني عن حزمة شاملة من المشاريع التطويرية، يأتي في مقدمتها إنشاء مطعم جامعي جديد باستثمار يصل إلى عشرين مليون درهم، إلى جانب خطط طموحة لإنشاء حيين جامعيين جديدين - أحدهما قرب المستشفى الجامعي مقرر افتتاحه مع الدخول الجامعي المقبل، والآخر بميزانية تتجاوز مائة وعشرة ملايين درهم. كما تضمنت الخطة مشروعاً شاملاً لتحديث وتطوير الأحياء الجامعية القائمة في منطقتي ظهر المهراز وسايس.
على صعيد الخدمات الطلابية، بدأت الجامعة بتنفيذ إجراءات فورية شملت توزيع بطائق التغذية على ألفي طالب، مع تمديد فترة تقديم طلبات الاستفادة. وفي خطوة لتسهيل الإجراءات الإدارية، تقرر نقل عملية توزيع بطائق المنح من البنوك إلى الكليات ابتداءً من العام الدراسي القادم.
في مجال النقل، تم التوصل إلى اتفاق مع شركة النقل الحضري لتعزيز خدماتها خلال فترة الامتحانات، مع إضافة خطوط مباشرة تربط الأحياء السكنية الرئيسية مثل بنسودة وعين الشقف وبن دباب وبوجيدة بالمؤسسات الجامعية. وسيكون للطلبة دور في تخطيط وتوزيع هذه الخطوط، مع تحديد موعد في فبراير لمناقشة تفاصيل مشروع النقل مع المكتب المختص.
شملت التحسينات البيداغوجية تسهيلات في نظام إعادة التسجيل واجتياز الوحدات الدراسية، إضافة إلى تحديث طرق تقديم البحوث عبر المنصات الإلكترونية. كما تضمنت الخطة تطويراً للبنية التحتية في مختلف الكليات، من بناء وتوسعة المقاصف إلى إنشاء فضاءات مغطاة ومرافق رياضية وتعليمية جديدة، مع تخصيص ميزانيات محددة لكل مشروع.
يبقى مصير الامتحانات المؤجلة معلقاً على نتائج المناقشات الجارية بين الطلبة حول مخرجات الحوار، حيث سيتم تحديد موعدها الجديد بعد عطلة نهاية الفصل الخريفي، في انتظار ما ستسفر عنه هذه المشاورات من قرارات نهائية.