شهد ضريح الحاخام دافيد بن باروخ بمنطقة تنزرت، بإقليم تارودانت، تنظيم فعاليات موسم الهيلولة السنوي، أحد أهم الأحداث الدينية والثقافية التي يحتفي بها اليهود المغاربة داخل المملكة وخارجها.
وحضر المناسبة والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، إلى جانب عامل إقليم تارودانت، في خطوة تعكس اهتمام الدولة المغربية بالحفاظ على الموروث الثقافي والديني لمختلف مكونات المجتمع.
وتجمع الهيلولة، سنوياً المئات من المشاركين من مختلف بقاع العالم، إذ أنها ليست مجرد مناسبة دينية يهودية لإحياء الشعائر الروحية، بل هي أيضاً محطة رمزية تُبرز عمق التعايش الذي يميز الهوية المغربية.
ويعكس الحضور الرسمي لهذه المناسبة، المتمثل في مشاركة ممثلي السلطات المحلية، التزام الدولة الراسخ بتكريس قيم التسامح وقبول الآخر كجزء من التقاليد الوطنية.
ويمثل هذا الحدث الروحي فرصة لليهود المغاربة لتجديد ارتباطهم بتراثهم الثقافي والديني، سواء كانوا مقيمين داخل المغرب أو خارجه، وفي الوقت ذاته، يعيد تسليط الضوء على صورة المغرب كأرض للتنوع والتعددية، حيث تتعايش الديانات والثقافات في انسجام واحترام متبادل.
موسم الهيلولة هو إذن أكثر من احتفال ديني؛ إنه شهادة حية على غنى الهوية المغربية التي تجمع بين مختلف الأطياف في وحدة متماسكة، تُكرس قيم الإنسانية والسلام والتعايش.