اعتقال امرأة في مراكش يشتبه نصبها على الناس بكبش العيد
في تطور مثير، كشفت مصالح الأمن التابعة للشرطة القضائية في مراكش عن قضية احتيال غريبة تورطت فيها امرأة ادعت جمع التبرعات لشراء أضاحي العيد للأسر المحتاجة. ووفقا للمعلومات، فقد ادعت هذه المرأة وجود محسنين يتكفلون بأداء ثمن خرفان العيد، وطلبت من أرباب الأسر دفع مبالغ رمزية لا تتعدى 2000 درهم للحصول على خروف سمين يفوق سعره 5000 درهم.
وما زاد من إثارة القضية هو اكتشاف معاناة المتهمة، الموضوعة رهن الحراسة النظرية، من مرض نفسي نادر ناتج عن اضطراب الشخصية. ووفقا للمصادر، يحاول المصابون بهذا النوع من الاضطراب باستمرار أن يكونوا مركز الاهتمام وإبهار الآخرين والانشغال بهمومهم، كما أنهم يبالغون في التعبير عن عواطفهم.
وقد تضاعف عدد الراغبين في الحصول على أكباش سمينة بعد أن تمكنت المتهمة بالفعل من توفير خرفان بأسعار منخفضة لبعض الأشخاص الذين دفعوا 2000 درهم فقط. وتوجهت برفقة خمسة أشخاص إلى ضيعة للخرفان واختارت لهم أضاحيهم، مما جعلهم فرحين وممتنين لها. وتكفلت هي بدفع المستحقات، مما زاد من عدد الطامعين في الاستفادة من هذا العرض السخي.
وخلال التحقيقات، تبين أن المتهمة كانت تتصرف في الأموال التي تجمعها من خلال منحها للمحتاجين أو شراء الأكباش. وقد تسلمت هذه الأموال من الوافدين إلى منزلها بأحد أحياء باب دكالة، لكنها أنفقت كل ما جمعته في الأيام الماضية، مما أثار الشكوك بين بعض الأفراد الذين طالبوا باسترجاع أموالهم أو الحصول على خروف. وأدى تجمعهم أمام منزلها إلى تدخل مصالح الدائرة الثالثة للشرطة في مراكش واعتقالها.
وكشفت التحقيقات أن المتهمة ليست محتالة بالمعنى التقليدي، بل إن مرضها النفسي هو ما دفعها إلى ركوب هذه المغامرة وإسعاد الناس.
ووصلت المبالغ التي جمعتها إلى أكثر من 20 مليون سنتيم، لكن التحقيقات لم تجد أي دليل على وجود متورطين آخرين، مما يشير إلى أنها كانت تعمل بمفردها.