تعويضات الحرب تُعيد التوتر بين برلين ووارسو إلى الواجهة
أكد وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، أمس الجمعة 17 يناير 2025، خلال زيارته لبرلين، أن بلاده مستمرة في مطالبها بالحصول على تعويضات لضحايا الغزو الألماني إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي تصريحاته عقب افتتاح مقر السفارة البولندية الجديدة في العاصمة الألمانية، أوضح سيكورسكي أن ألمانيا يمكنها إظهار أسفها عن "الفظائع التي ارتكبها الاحتلال النازي" عبر التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: تقديم بادرة دعم للضحايا الناجين، إنشاء نصب تذكاري في برلين لتخليد ذكرى الضحايا، والاستثمار في تعزيز الأمن المشترك بين البلدين.
جدير بالذكر أن قضية تعويضات الحرب ألقت بظلالها على العلاقات بين برلين ووارسو، لا سيما خلال فترة حكم حزب العدالة والقانون القومي المحافظ في بولندا بين عامي 2015 و2023. ورغم تحسن العلاقات الثنائية مع عودة رئيس الوزراء دونالد توسك إلى السلطة، فإن حكومة الوسط البولندية الحالية ما زالت متمسكة بمطالبها بتعويضات من ألمانيا.
من جهته، صرح المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي يواجه احتمال خسارة منصبه في الانتخابات المقبلة المقررة في 23 فبراير/شباط، بأن ألمانيا "تعي تمامًا حجم الذنب التاريخي الذي تتحمله".
كما أشار، في تصريحات سابقة له في يوليو الماضي، إلى التزام بلاده بتقديم دعم مالي لمساعدة الناجين البولنديين من الاحتلال النازي، والذين يُقدر عددهم بنحو 40 ألف شخص.
ورغم تحسن نسبي في العلاقات الثنائية، لا تزال قضية تعويضات الحرب العالمية الثانية تُشكّل تحديًا كبيرًا بين البلدين، في ظل تطلع بولندا إلى تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف.
المصدر: دويتشه فيله
