لشكر في تقريره للمجلس الوطني: انتقادات حادة للحكومة ورؤية اتحادية لمستقبل المغرب
قدم إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تقريرًا سياسيًا أمام المجلس الوطني للحزب الذي يجتمع اليوم السبت، رسم فيه صورة قاتمة لأداء الحكومة الحالية، وطرح ملامح رؤية الحزب لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
تأكيد على الثوابت الوطنية والتحديات الخارجية
وجاء في التقرير الذي تتوفر عليه "بلبريس"، تجديد التأكيد على النجاحات الدبلوماسية للمملكة، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، مشيدًا بالدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي. وأكد على التزام الحزب بمواصلة الجهود لترسيخ السيادة المغربية الكاملة، مع الإشادة بأهمية المبادرة الأطلسية لتنمية دول الساحل. وفي سياق متصل، أدان التقرير الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا على الموقف الثابت للحزب من القضية الفلسطينية ودعم حل الدولتين.
تشخيص دقيق لأداء الحكومة
وجه لشكر سهام نقد لاذعة للحكومة، متهمًا إياها بالسعي للهيمنة على المؤسسات وإضعاف المسار الديمقراطي. وحذر من الانزلاقات التي قد تؤدي إلى منطق الحزب الواحد، داعيًا إلى العودة لروح الدستور لضمان التوازن المؤسساتي. كما انتقد التقرير بشدة ممارسات الحكومة خلال الانتخابات الجزئية، مطالبًا بإصلاحات عاجلة في المنظومة الانتخابية قبل الاستحقاقات القادمة.
الاقتصاد والمجتمع: تدهور وحاجة للإصلاح
اقتصاديًا واجتماعيًا، اعتبر التقرير أن الحكومة أخفقت في تحقيق وعودها، مشيرًا إلى عجزها عن كبح جماح التضخم، مما أثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين. وأبرز التقرير ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الأوضاع الاجتماعية، مع انتقاد السياسات المالية للحكومة واللجوء إلى بيع الأصول العمومية، بالإضافة إلى تفشي تضارب المصالح.
رؤية الاتحاد الاشتراكي للإصلاح
طرح الحزب، من خلال التقرير، رؤيته الإصلاحية التي ترتكز على عدة محاور أساسية. فعلى صعيد النظام الانتخابي، دعا إلى العودة للاقتراع الفردي في الجماعات والمقاطعات لتعزيز العلاقة بين الناخب والمنتخب، مع ضرورة مراجعة القوانين المنظمة للغرف المهنية. وفيما يتعلق بمدونة الأسرة، أكد الحزب على ضرورة إنتاج نص تشريعي حديث ومنصف يحافظ على كيان الأسرة.
وشدد التقرير على أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق دون ديمقراطية راسخة ومؤسسات قوية ومتوازنة، منتقدًا طريقة إحداث الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي. ثقافيًا، دعا الحزب إلى دعم فعل ثقافي مستقل يعزز حرية التعبير والتنوع.
الدينامية الحزبية والتوجهات المستقبلية
أبرز التقرير النشاط الملحوظ للحزب على الساحة الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة داخليًا لإعادة هيكلة الحزب والاستعداد للمواعيد الانتخابية المقبلة. وفي هذا الإطار، اقترح لشكر عقد المؤتمر الوطني العادي للحزب في أكتوبر 2025. كما تطرق إلى مبادرة ملتمس الرقابة، معبرًا عن أسفه لعدم تفاعل بعض أطراف المعارضة معها بالجدية المطلوبة.
واختتم التقرير بالدعوة إلى تعبئة شاملة من أجل ترسيخ الديمقراطية، وبناء دولة اجتماعية قوية، وقادرة على مواجهة التحديات بفعالية.