اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الدرك الجزائري وعناصر من جبهة البوليساريو في محيط مخيمات تندوف، في تصعيد غير مسبوق يعكس التوتر المتزايد في المنطقة.
وبدأت الاشتباكات بعد احتكاك بين مليشيات البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية، قبل أن تتطور الأمور إلى تبادل لإطلاق النار، مما يكشف عن تحول الجبهة من ورقة ضغط بيد الجزائر إلى عبء يهدد استقرارها الداخلي.
هذه المواجهات تعد نتيجة طبيعية لسياسة الجزائر في احتضان وتسليح البوليساريو، حيث أصبحت الجبهة كيانًا منفلتًا داخل الأراضي الجزائرية، ما يعمق الأزمات الأمنية جنوب البلاد.
وبهذا الصدد، علق الإعلامي الجزائري وليد كبير، رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، قائلاً إن هذه الأحداث لم تكن مفاجئة، إذ لطالما تم التحذير من أن البوليساريو تمثل قنبلة موقوتة داخل الجزائر، والآن بدأت في الانفجار.
وتشير التقارير القادمة من تندوف إلى أن سبب اندلاع المواجهات يعود إلى نزاعات داخل المخيمات حول توزيع المساعدات والامتيازات، لكنها سرعان ما خرجت عن السيطرة وتحولت إلى صدامات مسلحة، ما اضطر السلطات الجزائرية إلى التدخل العاجل.
هذه التطورات تطرح تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقة بين الجزائر والبوليساريو، في ظل تصاعد الخلافات الداخلية وانكشاف هشاشة السيطرة الجزائرية على المخيمات.