ذ. الجعفري: من أجل قيادة حكومة المونديال المنصوري تعيد"الجوكير السياسي"المهاجري للواجهة
عاد هشام المهاجري، النائب البرلماني المثير للجدل، إلى الواجهة السياسية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بعد غياب استمر لعامين أثار خلالهما الكثير من التساؤلات حول مستقبله السياسي، وهي عودة لم تكن مجرد خطوة اعتيادية لإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب، بل جاءت محمّلة برسائل سياسية واضحة في ظرفية حساسة، يتهيأ فيها المشهد الانتخابي لتغيرات كبرى.
في هذا السياق، وفي تصريح خص به الأستاذ محسن الجعفري، الباحث في الاقتصاد السياسي "بلبريس"، قال إن عودة المهاجري تمثل أكثر من مجرد خطوة داخلية لحزب الأصالة والمعاصرة، بل هي رسالة استراتيجية بعيدة المدى موجهة إلى أطراف المشهد السياسي كافة، خاصة شركاء الحزب في الحكومة، على رأسهم حزب الحمامة.
وأكد الجعفري أن المهاجري ليس فقط "كائنًا انتخابيًا"، كما وصف نفسه في السابق، بل أيضًا "جوكير سياسي" يمتلك رؤية واضحة وقدرة على التحرك بذكاء في أوقات حرجة.
وأضاف أن ابتعاد المهاجري عن الأضواء خلال السنتين الماضيتين لم يكن انسحابًا، بل اختيارًا محسوبًا للتعامل مع ضغوطات سياسية واضحة، قبل أن يقرر العودة في التوقيت الذي يخدم مصالح الحزب.
وأشار المتحدث إلى أن حرص حزب الأصالة والمعاصرة على تمكين المهاجري من مساحة واسعة من الاستقلالية ليس ترفًا، بل ضرورة سياسية ملحة، فالأصل، حسب الجعفري، في النائب البرلماني أن يكون ممثلًا للأمة وصوتًا يعبر عن الشعب، وليس مجرد تابع للتوجيهات الحزبية أو أسيرًا لتحالفات ظرفية.
هذه الاستقلالية هي ما جعلت المهاجري يحظى بثقة جزء كبير من الناخبين، وهو ما يفسر استمراره كرقم صعب في المعادلة السياسية، وأضاف الباحث أن عودته في هذا التوقيت الحساس تُبرز ذكاءه السياسي، حيث اختار أن يظهر في لحظة تحولية، تسبق الاستحقاقات الانتخابية، التي بدأت تأثيراتها تظهر في سيكولوجية الأحزاب وقراراتها.
واسترسل الجعفري في تحليله، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تُبرز تحركات حزب الأصالة والمعاصرة لإعادة بناء صفوفه وتعزيز حضوره في المشهد السياسي، خصوصًا في ظل الانتقادات المتزايدة الموجهة للحكومة، بما في ذلك انتقادات صادرة عن قيادات بارزة داخل الحزب مثل حسن بنعدي، مؤكدا أن المهاجري، الذي لم يستهلك صورته السياسية، يُعتبر رهانًا انتخابيًا قويًا قد يعزز طموحات الحزب في تصدر المشهد السياسي وربما قيادة الحكومة في المرحلة القادمة.
وفي سياق متصل، تجدر الإشارة إلى أن هذا التطور السياسي تزامن مع لقاء تواصلي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة يوم أمس الجمعة 17 يناير 2025 بمدينة مراكش، جمع قيادات الحزب برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري وبرلمانيي الحزب في جهة مراكش-أسفي، إضافة إلى رؤساء المجالس الترابية.
اللقاء شهد حضور المهاجري وإلقاءه كلمة أمام الحضور، حيث ظهر في صور معبرة وهو يتبادل حديثًا وديًا مع المنصوري، نشرها الحزب عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أعطت انطباعًا واضحًا عن رغبة الحزب في استثمار هذه العودة لإعادة توجيه مساره السياسي وتعزيز موقعه قبيل الانتخابات المقبلة.