كشفت تقارير إعلامية دولية عن تدخل الجزائر لدى روسيا لإيقاف هجوم كان النظام المالي يخطط لشنه على جماعات انفصالية في شمال مالي بمساعدة قوات "فاغنر" الروسية، ويعتبر ذلك امتدادا للتدخلات الجزائرية في الشأن المالي، ما يعمّق التوتر بين البلدين الجارين.
وأشارت التقارير إلى أن باماكو كانت تستعد لعملية عسكرية كبيرة تستهدف الجماعات الانفصالية في منطقة الأزواد، التي تحظى بدعم الجزائر، وسط استعدادات لمشاركة قوات "فاغنر" الروسية في هذه العملية لدعم الحكومة المالية، إلا أن هذه الخطة توقفت بعد تدخل مباشر من الجزائر لدى موسكو.
وبحسب التحليلات، تمكنت الجزائر من إقناع روسيا بعدم المضي في دعم العملية العسكرية، في خطوة تُفسر على أنها حماية لمصالحها الاستراتيجية في منطقة الساحل، ويأتي ذلك في وقت حساس يشهد توتراً متزايداً بين الجزائر ومالي، حيث تعتبر باماكو هذا التدخل انتهاكاً لسيادتها وتدخلاً غير مبرر في شؤونها الداخلية.
وفي سياق متصل تفاقمت العلاقات المتوترة بين البلدين مؤخراً، وظهرت بوضوح في أروقة الأمم المتحدة، حين تبادل ممثلو البلدين اتهامات خلال الجمعية العامة في نيويورك، وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد رد في خطابه على تصريحات العقيد عبد الله مايغا، المتحدث باسم الحكومة المالية، الذي اتهم الجزائر بدعم \"الإرهابيين\" شمال البلاد.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تزيد من تعميق الخلاف بين البلدين، في وقت تسعى فيه الحكومة المالية لفرض سيطرتها على كافة أراضيها وإنهاء التمرد الانفصالي في الشمال.
وقد يُفسر النظام المالي التدخل الجزائري على أنه محاولة لعرقلة جهوده لتحقيق الاستقرار وبسط الأمن في المناطق التي تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة.