بعد خيبة الأمل في بايدن.. هل أدركت الجزائر عبثية موقفها في الصحراء المغربية

في خطوة مفاجئة، بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برسالة تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مؤكداً رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة، رغم موقف ترامب الداعم للسيادة المغربية على الصحراء.

ويمثل هذا الموقف تحولاً لافتاً في السياسة الجزائرية، خاصة بعد أن كانت جهات سياسية جزائرية مقربة من النظام قد رحبت سابقاً بسقوط ترامب في انتخابات 2020، متأملة أن تعدّل إدارة بايدن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو ما لم يتحقق.

وتأتي رسالة التهنئة من تبون بمثابة إشارة إلى قبول الجزائر بالواقع السياسي الجديد بعد فوز ترامب بولاية ثانية.

ورغم اختلاف المواقف حيال بعض القضايا الإقليمية، خاصة قضية الصحراء، بدا أن الجزائر ترغب في اعتماد "واقعية سياسية" في تعاملها مع الإدارة الأمريكية المقبلة.

وقد شدد تبون في رسالته على "عمق العلاقات التاريخية" بين الجزائر وواشنطن، وعلى أهمية تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

من جهة أخرى، تزامنت رسالة تبون مع الخطاب الملكي للعاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه على تثبيت "واقع ملموس" في الصحراء، يستند على ارتباط الصحراويين بالمملكة وعلى نهضة المنطقة الأمنية والتنموية.

وأضاف الملك أن المغرب، بتزايد الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء، يُرسخ تقدماً في هذه القضية، مشيراً إلى دعم دول كبرى لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مثل إسبانيا وفرنسا.

كما وجّه الملك رسائل واضحة للجزائر وجبهة البوليساريو، منتقداً تمسكهما بـ"أوهام الماضي" من خلال مطالب الانفصال أو الاستفتاء، وداعياً إياهم إلى التخلي عن أطروحات تقادم عليها الزمن.

وأوضح في خطابه أن المغرب لن يساوم على وحدته الترابية في إطار شراكاته الدولية، مستعرضاً المبادرات المغربية الرامية لدعم التعاون الإقليمي وتحقيق التقدم المشترك لشعوب المنطقة.

ويُذكر أن ترامب كان قد وقع خلال ولايته الأولى إعلاناً يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء في إطار اتفاق ثلاثي شمل تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية، ما عزز موقف الرباط في النزاع، كما شجع دولاً أخرى على تأييد موقف المغرب، على غرار إسبانيا في 2022 وفرنسا في 2023.

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.