هلال: الجزائر وراء اضطرابات الساحل وترفض الانخراط في الحل السياسي

صرّح السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بأن الجزائر تعيش في انفصال عن الواقع فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، مشدداً على أن هذه المنطقة تعد جزءاً لا يتجزأ من المغرب منذ أكثر من نصف قرن، وتحديداً منذ رحيل الاحتلال الإسباني.

وجاء ذلك في رده على مداخلة وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث حمّل الجزائر مسؤولية الفوضى السائدة في منطقة الساحل.

وأفاد هلال بأن "الجزائر بحاجة إلى الاستيقاظ من غفوتها العميقة في حقبة الحرب الباردة، فالصحراء المغربية استعادت سيادتها في إطار الوحدة مع المملكة المغربية منذ أكثر من خمسين عاماً"، موضحاً أن الجزائر ربما تغافلت عن قرار الأمم المتحدة رقم 345 – ب، الذي أقرّ بانتهاء الاستعمار الإسباني وعودة الصحراء إلى حضن الوطن الأم، وفقاً لاتفاقية مدريد.

وأضاف الدبلوماسي المغربي: "هذا الاتفاق جاء في إطار القانون الدولي، ويجب التذكير بخطاب الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين في القمة العربية بالرباط، حيث أعلن تأييده لأي صيغة تتيح إنهاء الاستعمار بالصحراء المغربية. وبعد عام من ذلك الخطاب، تحررت الصحراء من الاستعمار".

وفي سياق آخر، علّق هلال على تصريح الوزير الجزائري الذي زعم دعم بلاده للمبعوث الخاص للأمم المتحدة وجهود الأمين العام، قائلاً: "يا لها من كذبة، فالمبعوث الخاص عُيّن منذ ثلاث سنوات، ولم يُعقد أي اجتماع بسبب رفض الجزائر العودة إلى طاولة المفاوضات أو المشاركة في العملية السياسية".

واتهم هلال الجزائر بازدواجية في مواقفها، حيث تدّعي دعم الجهود الأممية بينما تفرض شروطاً حول من يشارك ومن لا ينبغي أن يشارك في المفاوضات. واعتبر ذلك تناقضاً مع ما تدّعيه الجزائر من دعم للعملية السياسية، مضيفاً أن الجزائر تعترض حتى على إدراج اسمها كطرف مشارك أساسي في النزاع الإقليمي.

واستشهد هلال بمقولة: "ليس هناك أسوأ من أعمى يرفض الاعتراف بأنه لا يرى"، مضيفاً أن المغرب يعمل في إطار واضح ومعلن تحت ضوء الشمس وفقاً للقانون الدولي. كما أشار إلى أن الجزائر تتجاهل حقيقة دعم 109 دول لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بما في ذلك دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، والدانمارك.

واختتم هلال كلمته بالحديث عن التنمية في الصحراء المغربية، قائلاً إن الجزائر تغض الطرف عن الإنجازات المحققة في المنطقة، مثل البنية التحتية الحديثة والميناء الأكبر في إفريقيا، إلى جانب المشاريع الاستثمارية والطاقة النظيفة. وأكد أن الجزائر تتحمل مسؤولية تفاقم التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، داعياً إياها إلى التوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة واحترام خياراتها السياسية.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.