"روينَة" بجهة الداخلة وادي الذهب.. حزب الاستقلال على فوهة بركان بالصحراء بعد زيارة ولد الرشيد -فيديو

شكلت زيارة حمدي ولد الرشيد لمدينة الداخلة زلزالا سياسيا لا في توقيتها ولا في رسائلها بكل جهات الصحراء المغربية.

هذه الزيارة أخرجت العداء بين حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جماعة العيون والخطاط ينجا رئيس جهة الداخلة وادي الذهب للعلن ، وهو عداء معروف عند أهل الصحراء منذ إعلان الخطاط ينجا وأنصاره بحزب علال الفاسي فك الارتباط بما يسمى “منسق الجهات الجنوبية الثلاث” أي حمدي ولد الرشيد أولا، وهي صيغة من الناحية القانونية لا أساس لها في النظام الأساسي لحزب الاستقلال وهياكله.

وكذلك منذ دعم ينجا الخطاط لما يسمى تيار الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، علي حساب ما يسمى تيار الصحراء الذي كان يريد التحكم في الحزب نتيجة ما يسميه الاستقلاليون بضعف نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال ، وعدم قدرته كأمين عام منتخب تدبير حزب علال الفاسي بالصرامة اللازمة.

واعتبر الكثيرون من المهتمين بالشأن الصحراوي ان هذه الزيارة للداخلة في هذا الوقت من طرف حمدي ولد الرشيد اقل ما يقال عنها انها زيارة استفزازية مباشرة للخطاط ينجا رغم مقاطعة الكثير من رؤساء الجماعات الترابية والبرلمانيين وشيوخ القبائل الصحراوية أو أية شخصية وازنة مأدبة العشاء التي أقامها معارض الجهة على شرفه، ماعدا رئيس جماعة الداخلة وعمه حرمة الله الذين تربطهم مع ولد الرشيد علاقة مصاهرة.

لكن المثير أكثر في هذه الزيارة، هي مضامين ورسائل كلمة ولد الرشيد في مأدبة العشاء التي أقيمت على شرفه. كلمة سياسية كلها الغام، وصفها البعض’’ بالخطيرة’’ وغير "المدروسة’’، حيث صرح حميدي ولد الرشيد ان مجيئه للداخلة له ارتباط بالعلاقات المتميزة التي تربطه بجميع ممثلي الأحزاب السياسية ،وأنه سيتضامن معهم رغم أنه تفصلنا سنوات عن الانتخابات التشريعية لسنة 2026 والجماعية لسنة 2027، وأنه ليس هناك خطوط حمراء ما تمنعه من ذلك ، وهي رسائل عميقة الدلالة لرئيس جهة الداخلة الخطاط ينجا،وأيضا لنزار بزكة الأمين العام للحزب.

لكن ، الاخطر ما تضمنته كلمته من الناحية السياسية والتاريخية ،قوله أن علاقته بقبيلة أولاد ادليم وباقي القبائل الصحراوية بالداخلة ليست وليدة اليوم، بل هي وليدة فترة الاستعمار الإسباني وحزب “البونس PUNS” أي “حزب الوحدة الوطني الصحراوي” الذي أسسه الاستعمار الإسباني ونائب الحاكم العام بالصحراء فيغوري سنة 1974 ، وعين عليه خليهن ولد الرشيد أمينا عاما للحزب آنذاك.

اكيد ان كلمة رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون حمدي ولد الرشيد في مدينة الداخلة ستشكل نقطة تحول بين صقور وقيادات حزب علال الفاسي بالأقاليم الصحراوية، وخصوصا بجهتي الداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء ،وستحدث احراجا كبيرا لنزار بركة امين الحزب الذي يعاني كثيرا من تيار الصحراء خصوصا ، وان المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال على الأبواب.

انها ردة فعل من حمدي ولد الرشيد ضد قيادات الحزب الجهة الداخلة وادي الذهب في شخص منسقها ومفتشها الاقليمي الذي قال قبل اسبوع في ملتقى شبابي "أن الحزب بجهة الداخلة قوي بشبابه الطموح ومناضليه وقواعده الشعبية.. ولا يمكن لأيٍ كان أن يستولي على منسقيته ‘’ في إشارة لولد الرشيد الذي لن يهضم تصريح ينجا الخطاط والمنسق الإقليمي بجهة الداخلة بقولهما نحن جهة مستقلة ولا نقبل أي وافد التدخل في شؤوننا الداخلية الجهوية.

لذلك ، يرى البعض انه زيارة حمدي ولد الرشيد لجهة الداخلة وادي الذهب في مثل هاته الظروف، ،هجوما علي ينجا الخطاط بعقر داره وتعني بداية مسطرة التطليق بدون رجعة بين تيار ولد الرشيد وتيار الخطاط ينجا ووضع حزب الاستقلال في مازق حقيقي ، مع الحديث عن إمكانيات ظهور تحالفات جديدة واستقالات من شأنهم احداث اختلالات كبيرة في كفتي حزب الميزان بجهة الداخلة وادي الذهب، والزيادة في متاعب نزار بركة امين الحزب في سياق غير مناسب.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.