الخبير الإسباني : قرار البرلمان الأوروبي جزء من حملة متعمدة لتشويه صورة المغرب

قال الخبير الإسباني في الشؤون المغاربية، خافيير فرنانديز أريباس، الأربعاء، إن قرار البرلمان الأوروبي الذي يوجه اتهامات لا أساس لها ضد المغرب هو جزء من “حملة متعمدة وغير ضرورية” لتشويه صورة المملكة وتنميتها.

وأكد أريباس  أن “الإنجازات التي حققها المغرب في جميع المجالات، بما في ذلك حقوق الإنسان، ونجاحاته على المستوى الدولي (…) أزعج أوروبا”، معربا عن “استغرابه” من سياسة “المعايير المزدوجة” التي ينهجها البرلمان الأوروبي.

وسجل الخبير الإسباني ومدير مجلة ”أتالايار” أنه “بينما تُنتهك حقوق الإنسان في العديد من البلدان على غرار الجزائر، يركز البرلمان الأوروبي اهتمامه بشكل أخرق على المغرب، البلد الذي يحصد نجاحات ومكتسبات في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان”، مستنكرا تدخل المؤسسات الأوروبية في الشؤون الداخلية للمغرب.

وقال أريباس، الذي أدان تسييس القضايا التي تقع ضمن اختصاص العدالة الجنائية والقانون العام، إنه “بانتقاده الأحكام الصادرة عن محاكم دولة ذات سيادة، فإن قرار البرلمان الأوروبي يقوض استقلالية القضاء المغربي”.

وفي السياق ذاته، تساءل مدير “أتالايار” عن توقيت هذا القرار، قبل أيام قليلة من الاجتماع رفيع المستوى المرتقب بين المغرب وإسبانيا، والذي سيعطي دفعة جديدة للعلاقات الثنائية.

يذكر أن البرلمان المغربي أعلن الاثنين عن إعادة النظر في علاقاته مع البرلمان الأوروبي وإخضاعها لتقييم شامل قصد اتخاذ القرارات المناسبة والحازمة؛ على إثر المواقف الأخيرة الصادرة عن البرلمان الأوروبي تجاه المغرب.

وأعرب عن رفضه استغلال وتسييس قضايا هي من صميم اختصاص القضاء الجنائي وتدخل في باب قضايا الحق العام، وصدرت في شأنها أحكام قضائية في تهم غير مرتبطة بتاتا بأي نشاط صحفي أو بممارسة حرية الرأي والتعبير.

وحمل مقال كزافييه دريانكور الذي نشر في صحيفة لوفيغارو الفرنسية بعنوان "الجزائر تنهار.. هل ستجر معها فرنسا"، مقاربة تشاؤمية كرست الانقسام داخل النخب الفرنسية حول علاقات البلدين، وأثار موجة انتقادات شديدة في الجزائر حول ما يعرف بورثة الاستعمار.

واستغل الرجل الثاني في الدولة صالح قوجيل فرصة انعقاد جلسة مجلس الأمة، الغرفة الثانية للبرلمان، الثلاثاء، للرد على مضمون المقال للسفير الفرنسي السابق بالجزائر، والذي وصفه بـ”الافتراءات والأكاذيب التي قدمها حول الوضع في الجزائر”.

وحذر دريانكور من إمكانية انهيار فرنسا بسبب انهيار النظام السياسي في الجزائر، في تلميح إلى اجتياح الجزائريين لبلاده إذا انهارت بلادهم، بحكم الرواسب التاريخية والاجتماعية بين الشعبين.

وذكر بأن “45 مليون جزائري وهو التعداد السكاني للجزائر يحلمون بالهجرة من بلادهم بسبب انسداد الأفق وسياسة الانغلاق والقمع، وإذا حدث ذلك فإن فرنسا هي التي تدفع الثمن، لأنه لا يوجد أي جزائري لا يملك عائلة أو قريبا في فرنسا، سيستنجد به إذا ضاقت الأوضاع في بلاده”.

وخلف محتوى مقال السفير السابق، الذي مثل بلاده في العاصمة الجزائرية خلال حقبة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، ردود فعل قوية وناقدة من طرف دوائر سياسية وإعلامية في الجزائر، وصفته بـ”الدبلوماسي الحالم بانهيار الجزائر من أجل استعمارها مجددا من طرف بلاده”.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.