3 قمم عربية “تاريخية” استضافتها الجزائر منذ حرب 73.. ما أبرز قراراتها؟

تستعد الجزائر لاستضافة أعمال القمة العربية الـ31 يومي الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهي القمة الرابعة التي تلتئم على أرضها.

ومنذ 2020 تحول انعقاد القمة العربية إلى رهان كبير وأولوية بأجندة الدبلوماسية الجزائرية عكسته التصريحات الرسمية والمشاورات المكثفة التي أجرتها الجزائر مع مختلف العواصم العربية.

وتأجل انعقاد هذه القمة 3 مرات متتالية بسبب جائحة كورونا، وتحولت إلى هاجس للبلد المضيف الذي أصر على انعقادها.

وكانت القمة مقررة عام 2020 ثم أُجّلت إلى 2021 وإلى مارس/آذار الماضي، قبل أن يحسم وزراء الخارجية العرب موعدها في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

"قمة الثورات"

ولم يكن اختيار وزراء الخارجية العرب مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لالتئام القمة العربية بمعزل عن دلالة تاريخية رمزية خاصة بتاريخ الجزائر، إذ تتزامن القمة مع احتفالها بالذكرى الـ68 لاندلاع ثورته التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي (1954-1962) والمعروفة "بثورة المليون ونصف المليون شهيد".

وفي مارس/آذار الماضي وصفت الخارجية الجزائرية في بيان لها القمة الـ31 بـ"قمة الثورات"، وهو البيان الذي جمع الدلالات التاريخية لتوقيت انعقاد القمة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والتحديات التي تواجهها.

وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية "على رمزية الموعد الذي اختاره مجلس الوزراء لانعقاد القمة باعتباره تاريخا جامعا كرس التفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة الجزائرية المجيدة، وما يحمله من دلالات مهمة حول تمسك الدول العربية بقيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات تقرير مصيرها الموحد، خاصة في خضم التحديات المتزايدة التي تفرضها التوترات الخطيرة والمتسارعة على الساحة الدولية".

ولفتت أيضا إلى أن العرب سيكونون "أمام موعد سياسي مهم في تاريخ الأمة العربية ينتظر منه فتح آفاق جديدة للعمل العربي المشترك، لتمكين الأمة العربية من إسماع صوتها والتفاعل والتأثير بصفة إيجابية بمجريات الأمور على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وخلص البيان إلى القول إن تزامن انعقاد مع ذكرى الثورة "سيشكل فرصة أيضا للاحتفال مع الشعب الجزائري وكافة الشعوب العربية بأمجاد هذه الأمة واستلهام همتها في بلورة رؤية مستقبلية لتحقيق نهضة عربية شاملة في جميع الميادين، مما يسمح للمنطقة العربية بالتموقع مجددا على خريطة العلاقات الدولية".

واندلعت الثورة التحريرية الجزائرية عند انتصاف ليل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1954 بجبال الأوراس (شرق) وفي العاصمة، قبل أن تمتد إلى أرجاء البلاد، وهي الثورة التي أجبرت فرنسا على التفاوض مع "جبهة التحرير" والتوصل إلى وقف إطلاق النار في 19 مارس/آذار 1962، والاتفاق على تقرير مصير الشعب الجزائري الذي نال استقلاله في الخامس من يوليو/تموز 1962.

وخلال أعوامها السبعة تلقت الثورة الجزائرية دعما عسكريا ودبلوماسيا وماديا من مختلف الدول العربية التي دافعت عن قضيتها في المحافل الدولية، واستضافت ممثلي "جبهة التحرير" (الجناح السياسي للثورة التحريرية).

قمة "لم الشمل"

وأظهرت التصريحات الرسمية الصادرة عن الجزائر أو الجامعة العربية "تفاؤلا" بنجاح "هدف لم الشمل العربي" الذي تحدد للقمة العربية الـ31، وكان آخرها للأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط الاثنين الماضي عندما تحدث عن مؤشرات بأنها ستكون "قمة للم الشمل".

ونجحت الوساطة الجزائرية مؤخرا في توقيع الفصائل الفلسطينية اتفاق مصالحة بالجزائر، ضمن جهود الأخيرة في ترجمة أهداف "قمة لم الشمل".

وبعثت الجزائر من خلال هذا الاتفاق رسائل إلى العواصم العربية دعتها إلى الاتحاد على غرار اتفاق الفلسطينيين.

وعقب توقع الاتفاق قال وزير الخارجية الجزائري في مؤتمر صحفي إن "ما تحقق بالجزائر من مصالحة فلسطينية مرتبط بالقمة العربية، لأنها المعيار على قدرة العرب على أن يتحدوا، إذا توحد الفلسطينيون يصبح آنذاك توحيد الكلمة العربية أسهل من ذي قبل"، مضيفا أن "فلسطين ستبقى هي القضية النبيلة التي يتحد من أجلها العرب ويتناسون خلافاتهم".

قمم تاريخية بالجزائر

انضمت الجزائر إلى جامعة الدول العربية بعد نيل استقلالها، وكان ذلك في أغسطس/آب 1962 بعد شهر من استقلالها، ومنذ ذلك التاريخ استضافت 3 قمم للقادة العرب كانت واحدة بينها "غير عادية".

  • قمة 1973 العادية

أول قمة احتضنتها الجزائر، وكانت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1973 بعهد الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين والسادسة في تاريخ القمم العربية، وجاءت بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول بين العرب وإسرائيل.

خرجت القمة حينها بقرارات تاريخية كان من أبرزها "الاعتراف بمنظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني".

وكان من قراراتها أيضا:

  • إقناع الدول الإسلامية بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وإلزام تل أبيب بالانسحاب من جميع الأراضي العربية، وفي مقدمتها القدس.
  • تقديم الدعم المالي والعسكري لمصر وسوريا في الحرب مع إسرائيل.
  • مواصلة استخدام سلاح النفط العربي، ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة.
  • انضمام موريتانيا إلى الجامعة العربية.

ثاني القمم العربية التي احتضنتها الجزائر في السابع من يونيو/حزيران 1988 بعهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وكانت قمة "غير عادية"، وناقش القادة العرب ملفين اثنين، أولهما تطورات الأوضاع في فلسطين، والعدوان الأميركي على ليبيا.

وكان من أهم مخرجاتها:

  • المطالبة بمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بإشراف الأمم المتحدة.
  • تجديد الالتزام بتطبيق قرارات مقاطعة إسرائيل.
  • إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا.قمة 2005 العادية

عقدت هذه القمة في الجزائر يوم 22 مارس/آذار 2005 خلال فترة حكم الرئيس الأسبق والراحل عبد العزيز بوتفليقة، وشهدت حضورا كبيرا لقادة الدول العربية، كان من أبرزهم الملك المغربي محمد السادس.

وخرجت هذه القمة بعدة توصيات كان من أهمها:

  • مواصلة الجهود لتطوير الجامعة العربية وتفعيل آلياتها ومعالجة وضعها المالي.
  • رفض القادة العرب العقوبات الأميركية الأحادية الجانب على دمشق.
  • مساندة لبنان في حقه السيادي بممارسة خياراته السياسية.
  • إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والدعوة إلى مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب، وضرورة التفريق بين الإرهاب والإسلام.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.