المواقف الرسمية لجميع الأطراف المشاركة في محادثات جنيف حول الصحراء

إنتهت المائدة المستديرة التي جمعت أطراف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية مساء اليوم الخميس برئاسة "هوست كوهر" المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة، حيث عقدت وفود البلدان المعنية جلسات حوار مشتركة على مدى يومين بقصرالأمم بجنيف.

ومباشرة بعد الندوة الصحفية التي عقدها "هورست كوهلر" بعد إنتهاء أشغال المائدة المستديرة، عبرت جميع الأطراف عن مواقفها من الخطوة التي تأتي بقرار من مجلس الأمن لبعث روح جديدة في المسشار الأممي، وفي مايلي المواقف الرسمية لجميع الفرقاء الحاضرين بالمائدة المستديرة.

هورست كوهلر : هناك إمكانية للحل السلمي

أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء المغربية هورست كوهلر، أن هناك إمكانية للتوصل إلى "حل سلمي" للنزاع المستمر منذ عقود في المنطقة بعد التئام ممثلي الأطراف حول طاولة مستديرة في جنيف لأول مرة منذ 2012.

وأوضح كوهلر في تصريح للصحافيين إن :"الحل السلمي ممكن لهذا النزاع"، وذلك في ختام محادثات استمرت يومين بمشاركة المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا.

وأضاف "هورست كولر" مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصحراء بالمؤتمر الصحفي الذي أعقب المحادثات التي عقدت برعاية المنظمة الدولية على مدى يومين بشأن الملف بجنيف انتهت بتعهد كل الأطراف للاجتماع مجددا في “مائدة مستديرة” مماثلة في الربع الأول من العام المقبل أي قبل نهاية شهر مارس المقبل .

المغرب : الروح البناءة جيدة لكنها غير كافية

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي،  ناصر بوريطة، اليوم الخميس، بجنيف، أن المغرب سيواصل العمل مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء  هورست كولر من أجل الإعداد للاستحقاقات المقبلة ” بنفس الجدية، ونفس الروح الإيجابية، ونفس المرجعية الواضحة “.

وقال  بوريطة، الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في المائدة المستديرة حول موضوع النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، والتي انعقدت بدعوة من السيد كولر، في تصريح للصحافة، عقب أشغال هذا اللقاء، إن ” المغرب شارك على أساس موقف واضح : أولا الانخراط الجاد للمساهمة في جهود المبعوث الشخصي من أجل التوصل إلى الحل السياسي الواقعي، العملي القائم على التوافق. وثانيا بالنظر إلى وجود رغبة في أن يتمكن المسلسل من تجاوز خطابات المخططات السابقة غير القابلة للتطبيق، والخيارات غير الواقعية، وأيضا مناهج العمل غير المقبولة “.

وأوضح الوزير أن المغرب شارك أيضا ب ” إرادة صادقة من أجل إعادة إطلاق الاندماج الإقليمي، والعمل مع جميع البلدان من أجل أن يصبح المغرب العربي أخيرا فاعلا للسلام، والاستقرار والتنمية في محيطه المباشر، ولبلدانه وللشعوب المغاربية الخمس “.

وأشار إلى أن هذه المائدة المستديرة ” مختلفة عن الطريقة السابقة لعدة أسباب ، أولا، ولأول مرة، كانت جميع الاطراف المعنية حاضرة وشاركت بشكل فعلي في النقاش. ثانيا بالنظر لمرجعيتها حيث جاءت بعد القرار 2440، والذي حدد في فقرته الثانية لهذه المائدة المستديرة هدفا محددا يتمثل في التوصل إلى حل عملي، واقعي وقائم على التوافق “.

وحول مختلف هذه القضايا، أكد الوزير أن ” الوفد المغربي، وخاصة الممثلين الشرعيين، المنتخبين للساكنة الذين يشكلونه ، كانت لهم مداخلات قدموا خلالها جهود التنمية الاقتصادية في المنطقة، ودينامية الحياة السياسية في الصحراء ودور النساء والشباب وكذا التحديات في هذه المنطقة “.

وذكر بوريطة وفق قصاصة لوكالة المغرب العربي للانباء،  بأن بلاغ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الذي دعا إلى هذا اللقاء، أعلن عن مائدة مستديرة ثانية.

و أفاد البلاغ أن ” الوفود اتفقت على أن المبعوث الشخصي للأمين العام سيدعوهم إلى طاولة مستديرة أخرى في الربع الأول من عام 2019. “

وشدد الوزير على أن المغرب ” أيد هذا الخيار من خلال تأكيده على أن هذه المائدة المستديرة الجديدة، كما الأولى، يجب الإعداد لها بشكل جيد، وأن ما كان وراء نجاحها يجب تعزيزه “.

الجزائر : الجوار يفرض دعم جهود الأمم المتحدة

كشفت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية عن إختتام أشغال المائدة  المستديرة حول الصحراء، ببيان قدمه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "هورست كوهلر".

وحسب ذات المصدر، فقد سجل البيان بأن المائدة المستديرة نظمت "بدعوة من المبعوث  الشخصي للأمين العام الى الصحراء، رئيس ألمانيا سابقا، "هورست كوهلر"، ومشاركة طرفي النزاع أي المملكة المغربية و جبهة البوليساريو و البلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا  "طبقا للائحة 2440 لمجلس الأمن".

وأضاف البيان أن هذا الاجتماع سمح ب "اعداد الحصيلة حول تطور الوضع و التطرق الى القضايا الاقليمية و مناقشة المراحل القادمة للمسار السياسي حول  الصحراء".

وفي ذات السياق، عبر وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل عبر تغريدة على تويتر أن الجزائر ستواصل دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل لقضية الصحراء، مضيفا بان "الجزائر بصفتها بلد مجاورا وباعتبارها شريكا مخلصا للأمم المتحدة، لن تدخر أي جهد لدعم جهود المبعوث الأممي هورست كوهلر".

موريتانيا : محادثات صريحة وجدية

من جانبها، أكدت موريتانيا، بأن المحادثات دارت في جو من الجدية والالتزام والصراحة والاحترام المتبادل، وأن جميع الأطراف قد عبرت عن استعدادها للمشاركة في طاولة مستديرة ثانية يدعو لها المبعوث الشخصي في الربع الأول من سنة 2019.

وحسب بيان صادر عن وكالة الأنباء الموريتانية ، فقد شارك وزير الخارجية الموريتاني ا إسماعيل ولد الشيخ أحمد يومي 5 و 6 دجنبر في جنيف في أشغال الطاولة المستديرة التي دعا إليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "هورست كولر" .

وأضاف ذات المصدر، بأن وزير الخارجية الموريتاني كان مرفوقا بوفد ضم السالكة بلال يمر السفيرة المندوبة الدائمة لموريتانيا لدى منظمة الأمم المتحدة بجنيف، ومحمد بمبه محمد بوبه، سفير مكلف بمهمة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والخليفة ولد حمزة المستشار بالبعثة الدائمة لموريتانيا بالأمم المتحدة بجنيف.

البوليساريو تتمسك بالإستفتاء وتشيد بأمريكا

لم يتأخر رد جبهة البوليساريو كثيرا للتعبير عن موقفها من المائدة المستديرة التي إختتمت عشية اليوم بالعاصمة السويسرية جنيف، حيث طالبت عبر بيان صادر عن قادتها بالتسريع بإيجاد حل لقضية الصحراء يقوم على " الإستفتاء وتقرير المصير".

وأكدت جبهة البوليساريو  وفق البيان "إلتزامها بشكل بناء بالمحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، دون شروط مسبقة وبحسن نية، متمنية من المغرب فعل نفس الشيئ"، حيث أضاف البيان بأن "الوضع الراهن ليس خيارًا لذلك من الأهمية بمكان أن يقدم المجتمع الدولي إسهاما إيجابيا في تعزيز فرص التوصل إلى حل تفاوضي بين جبهة البوليساريو والمغرب".

وعبرت الجبهة عن انشغالها العميق إزاء محاولات المفوضية الأوروبية المستمرة وغير القانونية والتي ترمي إلى تمرير صفقات تجارية مع المغرب تشمل أراضي الصحراء في انتهاك صارخ لأحكام محكمة العدل الأوروبية.

ونوهت جبهة البوليساريو في نفس البيان بالدعم المستمر والقوي للإدارة الأمريكية لعملية الأمم المتحدة، و ترحيبها بمداخلات شركاء الجبهة ودعمهم وتصميمهم في الاتحاد الأفريقي، مشيرة الى أن الحل التفاوضي أمر حيوي لمستقبل الصحراء، والمنطقة المغاربية ككل.

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.