بوشعيب مغربي في كندا: بطاقة المسيرة أول بطاقة تعريف لي ..وإذا نظمت مسيرة أخرى سأكون أول المشاركين

قبل ثلاثة وأربعين عاما من الآن، وبالضبط يوم السادس من نونبر سنة 1975، خاض مئات آلاف المغاربة غمار استرجاع الأقاليم الصحراوية  بعد نداء الملك الراحل الحسن الثاني، فكان الخروج في "المسيرة الخضراء" السلمية التي أخدت إشعاعا عالميا باعتبارها من أبرز الأحداث التي شهدها مغرب الاستقلال.

وتزامنا مع تخليد ذكرى المسيرة، يسترجع الوزني بوشعيب مغربي قاطن بالديار الكندية و أحد المشاركين في المسيرة الخضراء ذكرياته ومنبع افتخاره قائلا :" عشت ذكريات ظلت خالدة بكل تفاصيلها إلى يومنا هذا،  لم ولن أنساها ما دمت حيا، وهي عندما اجتزنا الحدود الوهمية اَي ما يسمى الكروشي بالطاح، وقد اندفعت بدون شعور وتسلقت القبيبات وعلقت راية الوطن فوقها كانت أجمل ذكرى ولله الحمد".

وأضاف بوشعيب في تصريح لموقع "بلبريس" :"شاركت في المسيرة الخضراء وعمري كان أقل من 17سنة وكانت بطاقة المسيرة أول بطاقة تعريف لي حصلت عليها مع الوسام بمجمع طرفاية".

وبخصوص التغيرات التي طرأت بعد 43 سنة على مرور المسيرة، أوضح بوشعيب:" الأكيد أن المنطقة عرفت تغيرات كثيرة، أولها البنية التحتية والعمران حيث أصبحت مدن الصحراء تنافس مدن عالمية وأصبحت تجرى فيها مؤتمرات عالمية، فضلا عن الاستثمارات الكبيرة التي تعرفها مختلف المدن بأقاليمنا الصحراوية".

وأكد المشارك في المسيرة الخضراء أنه :" وإذا نظمت مسيرة أخرى فسأكون أول المشاركين سواء للثغرين المحتلين أو كل ما يمس الوطن، المهم تكون العزيمة التي كانت عندنا نحن المتطوعون"

وعلى غرار بوشعيب، استجاب 350 ألف مغربي لدعوة الملك، 10 في المائة منهم نساء، من مختلف أنحاء المغرب، وانطلقوا نحو الصحراء حاملين الأعلام الوطنية والقرآن على متن القطارات والحافلات والشاحنات، وقد كان يرافقهم أطباء وممرضون وأفراد من القوات المساعدة والدرك وغيرهم من الأطر والعناصر التي وفرت لتأطير وحماية المشاركين الذين كان من بينهم أيضا بعض الوفود الممثلة لبعض البلدان العربية والإسلامية.

وفي اليوم التاسع من شهر نونبر، أعطى الحسن الثاني إشارة انتهاء المسيرة بعدما أعلن أنها "حققت أهدافها"، وفي الرابع عشر من شهر نونبر من العام نفسه تم اتفاق بين كل من المغرب وموريتانيا وإسبانيا عُرف بـاتفاق مدريد، والذي على أساسه خرجت القوات الإسبانية من الصحراء وتم تسليمها للمغرب وموريتانيا.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.