المهدي بنبركة : سياسي "بدون قبر".. معارض للدولة أم جاسوس لـ"سوفيات"؟

"حقيقة ضائعة بين الرباط وباريس"، هكذا يمكننا وصف مصير معارض سياسي بدون قبر، وهنا الحديث على اليساري وأحد أبرز المعارضين للملك الراحل الحسن الثاني، المهدي بنبركة .

 

للـ"الكارديان" رأي آخر

 

وفي الوقت الذي يتساءل فيه الوسط الحقوقي، عن مصير بنبركة، وذكرى سنوية لـ"اغتيال" الأخير، تقام كل سنة في أكثر من منظمة حقوقية، ومطالب بـ"الحقيقة" برزت حتى من طرف الحكومة المغربية، كان لتقرير أخير لـ"الكارديان" رأي اخر .

"لغز حير الجميع"، عنوان يبرز تضارب الروايات حول اختطاف اليساري المهدي بنبركة، حيث كشف تقرير جديد لـ"الكارديان" البريطانية، نقلا عن أرشيف دول الاتحاد السوفيتي السابق، يشير أن المفكر "صاحب الشخصية الجذابة والدعاية والمنظم السياسي" ربما كان أيضًا جاسوسًا .

 

 

جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي

 

التقرير نفسه، يُظهر الملفات المصنفة سابقًا، من براغ، أن بن بركة "لم يكن لديه فقط علاقة وثيقة مع جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي المخيف، ولكنه تلقى منه مدفوعات كبيرة، نقدًا وعينيًا".

 

الصحيفة البريطانية، تشير إلى أنه "غالبًا ما يتم تصوير بن بركة على أنه مقاوم ضد المصالح الاستعمارية في العالم الثالث، لكن الوثائق تكشف عن صورة مختلفة تمامًا، مضيفة أن اليساري "كان يلعب في العديد من الجوانب، وكان يعرف الكثير ويعرف أيضًا أن المعلومات كانت ذات قيمة كبيرة ".

 

رجل انتهازي

 

الدكتور جان كورا ، الأستاذ المساعد في جامعة تشارلز في براغ ، الذي تمكن من الوصول إلى الملف، وصف بنبركة بكونه "إنه انتهازي كان يلعب لعبة خطيرة للغاية".

ألف وتسعمائة وستين، كانت بداية العلاقة الاستخباراتية بين بنبركة، والمخابرات المركزية، في براغ، وذلك عندما التقى بأكبر جاسوسها في العاصمة الفرنسية، باريس بعد مغادرة المغرب.

 

تفكير القادة العرب

 

التقرير الذي نشرته "الكاريان"، يشير إلى أنه جواسيس براغ، كانوا يأملون أن يقدم هذا الزعيم البارز لنضال المغرب من أجل الاستقلال ومؤسس أول حزب اشتراكي معارض له معلومات قيمة، ليس فقط حول التطورات السياسية في المملكة ولكن أيضًا حول تفكير القادة العرب مثل الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

وأشار المكتب، حسب التقرير نفسه، إلى أن المهدي بن بركة، كان شخصية رئيسية في "الحركة المناهضة للإمبريالية للدول الأفريقية والآسيوية" ، والتي تضمنت اتصالاتها مالكولم إكس وتشي جيفارا والشاب نيلسون مانديلا.

الأرشيفات الاستخباراتية، كشفت أنه بعد وقت قصير من اجتماعاتهم الأولى ، أن مكتب إس تي بي أبلغ عن أن بن بركة كان مصدرًا لمعلومات "قيّمة للغاية" ومنحته الاسم الرمزي "شيخ".

 

1000 فرنك فرنسي

بحلول سبتمبر 1961 (قبل أربع سنوات من اختفائه) ، وفقًا للملف ، تلقى بن بركة 1000 فرنك فرنسي (958 أورو) من (جهاز استخبارات تشيكوسلوفاكي) لتقارير حول المغرب ادعى أنها نُسخت من النشرة الداخلية لجهاز المخابرات الفرنسي في الخارج.

في الواقع، كانت المادة متاحة للجمهور، مما أدى إلى الغضب والإحراج في براغ عندما تم اكتشاف الخداع.

ومع ذلك، عُرض على بن بركة رحلة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى غرب إفريقيا لجمع معلومات استخبارية عن الأنشطة الأمريكية في غينيا الاستوائية .

 

وأشار التقرير نفسه، إلى أنه بنبركة كان يعمل كذلك لصالح الصين، وتلقى آلاف الدولارات من الأخيرة .

 

ترقب "حقوقي"

 

وبالرغم من هذا التقرير، فيبقى الجواب حول "اغتيال" المعارض اليساري، مبهوما، والمطالب الحقوقية مستمرة، داعية بالكشف عن الحقيقة في مقتل المهدي بنبركة بالعاصمة الفرنسية باريس .

 

حيث يصف محمد الأشعري، اختطاف المهدي بالجريمة “أراد مدبروها أن يخمدوا بها ليس صوت مناضل جريء فحسب؛ ولكن مشروع الحركة الوطنية برمته".

ويضيف الأشعري، في في كلمة افتتاحية لكتاب “المهدي بنبركة في الرباط” أنه "لا شك في أن الذين خططوا لهذا الاختطاف قد ربحوا بعض الوقت، وبعض المصالح؛ ولكنهم خسروا وخسرت معهم البلاد وقتاً ثميناً من الصعب تعويضه”.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.