في ذكرى رحيل إدريس بن زكري استحضار لقيم النضال الوطني المستدام

ساهم ادريس بن زكري في بناء اللبنة الأساس لثقافة حقوق الإنسان بالمغرب، وفي تفكيك مسارات حقوقية كانت في أوقات معينة ملفات جد شائكة لاسيما الفترات التي عرفت تفشي الظلم والتعسف، أو ما يطلق عليه في أدبيات و قاموس مناضلي حقوق الانسان بـ "سنوات الرصاص".
رجل وصف بالمناضل من طرف جلالة الملك الذي كان يعتبره موضع ثقة في كل المبادرات الإنسانية، حيث في العام 2003 دعاه جلالة الملك محمد السادس لقيادة هيئة حكومية هي هيئة الإنصاف و المصالحة التي عملت على تسوية ملفات حقوق الإنسان خلال "سنوات القمع" (1960-1999) ووافق بن زكري وغادر أصدقاءه في المنتدى ليبدأ هذه التجربة الجديدة حيث حقق في أزيد من 16 ألف ملف لضحايا النظام السابق.
أهم ما أنجزه على رأس هيئة الإنصاف والمصالحة كان عقد جلسات علنية أدلى خلالها ضحايا سابقون بشهادات عن القمع السياسي.
وتم حل الهيئة بعد أن قدمت تقريرها إلى الملك. أما متابعة القضايا التي رفعتها، فقد عهد بها إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أنشأه الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني في العام 1990. وهذه المرة أيضاً وثق جلالة الملك محمد السادس في بنزكري ليترأس هذا المجلس الذي اصبح اليوم مجلس دستوري بلجان جهوية و هياكل إدارية  جعلت منه مؤسسة تتربع في أولى ترتيب المؤسسات الحقوقية بالعالم.
إن الجيل الجديد من مناضلي حقوق الإنسان و الباحثين و الخبراء في هذا المجال كلنا جميعا مدينون لهذا الرجل و ما قام به من هندسة المجال الحقوقي بحب كبير للوطن و المؤسسات و بشكل ضمن تبني الانتقال الديمقراطي.
كما ان كل ما نحن عليه اليوم من دمقرطة الحقوق باختلافها لا سيمت ما نحن عليه من وعي و نضج حقوقي هي كلها مبادئ ناضل من اجلها ادريس بن زكري. 
رحم الله ادريس بنزكري مهندس مرحلة الإنصاف والمصالحة و الرجل المبدع في مجال الوساطة الحقوقية بالمغرب 

شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.