أحلام الطبقة الوسطى وجراحاتها

تتجه الطبقة المتوسطة المغرب نحو شكل جديد من التحولات العميقة والدراماتيكية  وهي موحودة في دوامة النماذج الاستهلاكية وفوضى الهواتف والصور والشوبينغ.

انعكست هده السلوكات الجديدة على العلاقات الاسرية والأطفال والمراهقين وصار واضحا للعيان التمزق الاجتماعي المروع  الذي يتسع يوما بعد يوم تحت انظارنا.

وبسبب سياسية الريع الرسمية الت ينهجها النظام مند الاستقلال والتي اخترقت كافة البنيات الاجتماعية والسياسية والإدارية والإنتاجية، صار الجميع يلهث و" يناضل" من اجل مزيد من الامتيازات والحظوة والمنافع المادية والمعنوية وصرنا امام هوس جماعي مفتون بنموذج استهلاكي ريعي  وغاشم.

لقد صارت الطبقة المتوسطة سجينة الاوهام التي تحملها عن نفسها وعن العام المحيط بها وضحية صورتها عت الطبقات الثرية العليا والطبقات الشعبية المسحوقة، فهي تشعر من جهة بالدونية والاذلال امام عالم الاثرياء وتنفر في نفس الوقت من الفئات المسحوقة وهو ما اكسبها بنية قيمية تأسست على الجبن والانتظار والتردد والاختباء، وهي تحمل في طيات جيناتها التناقضات المؤلمة والآمال المجهضة الدفينة التي تعتمل في احشاء المجتمع بشكل عام.

. ان الاحلام العظيمة والتطلعات و والخيبات والأحزان التاريخية تولد اغلبها داخل احشاء الطيقة الوسطى وهي المعمل الجقيقي الذي تتكون فيه المشاريع والآمال والمبادرات المصيرية التي يكتب لها النجاح او الفشل. ان اوجاع الطبقة الوسطى وأنينها الدي ينفلت في ببعض الاوقات هو المعبر عن ما جري داخل الجسد الاجتماعي في لحطة تاريخية معينة.

.لدلك لا غرابة ان تشعر الطبقات الوسطى بالانكسار والحيرة والتواطؤ والخوف من المجهول. انها تشعر اتها مدللة وغير مرغوب بها في نفس الوقت. انها فئة حالمة ومتعجرفة وضائعة وهدا هو جرحها النفسي والتاريخي الغائر الذي لا يندمل.

انها حليفة النظام وأول من يحتمي بالقانون والمؤسسات  ويدافع عن بنية النظام وعقائده واساطيره. وهي ايضا عدوه وخصمه الذي يمارس كل اشكال النفاق والمناورة والاتبطاح.

لقد ناضلت بياس وشراسة وباقنعة كثيرة و بكل الوسائل للحفاظ على سلامها الداخلي و مصالحها وموقعها المهدد استمرار بسبب عشوائية  وغموض خطط  ورهانات النظام و تغيرات مزاجه السياسي  وقواه العلنية والخفية. وتبحث بلا هوادة عن الوصفة المستحيلة للهدنة الدائمة مع مؤسسات السلطة و الاعداء و"الغرباء" وكل الاخرين.

ان الحقيقة الت يجب ان استخلاصها من ديناميات الطبقة الوسطى في هده اللحظة التاريخية المعقدة والرمزية هي ان وحشة الجرح النرجسي الغائر الما  يقكك عالما زائفا من الاوهام والحماس واليوتوبيا الغنائية اليائسة .

لقد اثرث  في كل مكان الاختلالات والقرارات الاقتصادية والمالية بالتماسك الاجتماعي الهش وظهرت النعرة الفئوية والجغرافية الصارخة وسمعنا الزفرات اليائسة القادمة من باطن الارض المجتمعية وتحولت ساحات المجتمع الى قبائل سياسية صغيرة ولوبيات اقتصادية وتجارية شرسة ومتناحرة بشكل  لم يسبق ه مثيل.

ان الطبقة الوسطى المثقلة بالقروض والأعباء والطموحات والمخاوف تجد نفسها  مترددة بين  حلم الهجرة والخلاص وبين غريزة البقاء ، ممزقة بين الاستلاب الفركفوني  والمثال السلفي .

انها نمودج الجسد المهزوم والعقل الحائر المليء بالوساوس والمخاوف حول التسلق و والاستقرار والمغامرة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. عبد اللطيف يقول

    25+25=50
    25سنة من التسلق +25من المغامرة= تساوي 50 من الاستقرار