اختراق “بدون نقرة”.. كيف نجح برنامج إسرائيلي في التجسس على الصحفيين؟

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن نحو 100 صحفي وناشط في المجتمع المدني تعرضوا للاستهداف عبر تطبيق واتساب بواسطة برنامج تجسس تابع لشركة “باراغون سولوشنز” الإسرائيلية، وفقًا لما ذكرته شركة واتساب المملوكة لـ ميتا.

وأكدت الشركة أنها “واثقة بدرجة عالية” من أن 90 مستخدمًا على الأقل تعرضوا لمحاولات اختراق وربما تم التجسس عليهم بالفعل.

وتلقى المستهدفون تنبيهات تحذرهم من احتمال تعرض أجهزتهم للاختراق، إلا أن هوية الجهة التي نفذت الهجوم لا تزال غير واضحة. وأشارت واتساب إلى أن برامج التجسس التي تطورها شركة باراغون تُباع لعملاء حكوميين، لكنها لم تتمكن من تحديد الأطراف التي طلبت تنفيذ هذه الهجمات.

وأوضح خبراء أن الهجوم كان من نوع “بدون نقرة”، ما يعني أن الضحايا لم يكونوا بحاجة إلى النقر على روابط خبيثة حتى يتم اختراقهم.

ورفضت واتساب الكشف عن أماكن تواجد الصحفيين والناشطين المستهدفين، بما في ذلك ما إذا كانوا في الولايات المتحدة.

وتملك باراغون مكتبًا في شانتيلي بولاية فرجينيا الأميركية، وقد تعرضت الشركة مؤخرًا لتدقيق بعد تقرير لمجلة وايرد في أكتوبر الماضي، كشف عن توقيعها عقدًا بقيمة 2 مليون دولار مع قسم التحقيقات الأمنية الداخلية التابع لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية. لاحقًا، أوقفت الشركة العمل بالعقد للتأكد من توافقه مع الأمر التنفيذي الذي أصدرته إدارة بايدن عام 2023، والذي يحد من استخدام برامج التجسس التي تشكل تهديدًا للأمن القومي الأميركي.

وأكدت واتساب أنها أرسلت خطابًا إلى باراغون تطالبها بوقف الهجمات، مشيرة إلى أنها تدرس اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة. وأعلنت أنها تمكنت من تعطيل الهجمات في ديسمبر الماضي، لكنها لم تحدد الفترة التي ظل فيها الضحايا تحت التهديد. وتواصل المنصة حاليًا إخطار المستخدمين المتضررين عبر رسائل مباشرة.

وقال متحدث باسم واتساب: “لقد نجحنا في تعطيل حملة تجسس نفذتها باراغون، والتي استهدفت صحفيين ونشطاء في المجتمع المدني. لقد تواصلنا مع الأشخاص الذين نعتقد أنهم تأثروا، وسنواصل العمل على حماية خصوصية مستخدمينا. يجب محاسبة شركات برامج التجسس على أنشطتها غير القانونية”.

من جانبها، رفضت باراغون سولوشنز التعليق على الاتهامات، لكن مصدرًا مقربًا منها أكد لـ الغارديان أن الشركة لديها 35 عميلاً حكوميًا، جميعهم من دول ديمقراطية، وأنها لا تبيع تقنياتها لدول سبق اتهامها بإساءة استخدام برامج التجسس، مثل اليونان وبولندا والمجر والمكسيك والهند.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن شركة باراغون سولوشنز أسسها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، ويديرها إيهود شنايرسون، القائد السابق لوحدة السايبر 8200 في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت الصحيفة أن الشركة باعت برنامجها المعروف باسم جرافيت لجهات إنفاذ القانون في إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة، تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.