ليلى بنعلي : المغرب جسر تكامل بين إفريقيا وأوروبا في مجالات الطاقة المتجددة

أعلنت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يسعى لتعزيز مكانته كحلقة وصل فريدة بين إفريقيا وأوروبا عبر شراكات استراتيجية جديدة مع فرنسا، إذ وصفته بأنه "البلد الوحيد الذي يمتلك روابط لوجستية وثقافية وطاقية متكاملة مع أوروبا باتجاهين".
وجاء هذا التصريح في أعقاب توقيع عقود استثمارية ضخمة بقيمة عشرة مليارات يورو خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة للمغرب، التي تهدف إلى دعم مجالات مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والطاقة المتجددة.

وترى الوزيرة بنعلي أن هذا التعاون يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، تقوم على مبدأ الشراكة الندية وتساهم في تحقيق المكاسب المستدامة لكلا الطرفين، فضلاً عن دعم الاستراتيجيات الوطنية في الانتقال الطاقي.

وأضافت أن المغرب، كدولة ذات دخل متوسط، يطمح إلى دعم الجهود العالمية في مكافحة التغيرات المناخية، لكنه يهدف كذلك إلى تحقيق التنمية المستدامة عبر نهج شمولي وتشاركي يسهم في تحسين إدارة المخاطر المالية والتكنولوجية المشتركة.

كما أكدت بنعلي التزام المغرب بتحقيق هدف رفع نسبة الطاقة النظيفة إلى 56% من القدرة المركبة بحلول عام 2027، إضافة إلى تعزيز استهلاك الطاقات المتجددة بين الصناعيين والأسر، والسماح للمنتجين المستقلين للطاقة بإدخال الطاقة المتجددة في الشبكة العامة. وتشمل خطط الوزارة زيادة الاستثمارات في شبكة الطاقة، حيث أوضحت الوزيرة أن الحكومة تسعى لرفع وتيرة الاستثمارات السنوية إلى ثلاثة أضعاف في مشاريع الطاقة المتجددة، وخمسة أضعاف في الشبكة الكهربائية.

وبالنسبة لمجال الطاقة الشمسية، وقعت مجموعة OCP اتفاقية شراكة مع شركة Engie لإزالة الكربون وخفض تكاليف إنتاج الأمونياك الأخضر، حيث يعد هذا المشروع خطوة نحو تحقيق الاستدامة في قطاع الأسمدة وتعزيز الأمن الغذائي من خلال اعتماد حلول طاقية نظيفة.

وتحدثت بنعلي عن رغبة الحكومة في إعادة تعريف مفهوم كفاءة الطاقة بشكل إيجابي من خلال برامج تحفيزية للمستهلكين الذين يعملون على تحسين أدائهم الطاقي، وكذلك عبر تطوير تقنيات تخزين جديدة تساهم في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية، مما يدعم بدوره القدرة على استيعاب تقلبات الطاقة المتجددة.

كما أشارت الوزيرة إلى توقيع اتفاقية أخرى مع شركة TotalEnergies لضمان توفير الأراضي اللازمة لإنتاج جزيئات الهيدروجين الأخضر بشكل مستدام وبتكلفة تنافسية، مشيرة إلى أن المغرب يهدف إلى تحقيق إنتاج واسع النطاق لهذه الطاقات بحلول 2030-2035. واعتبرت بنعلي أن التجربة المغربية في مجال الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة أثبتت نجاحها، حيث استطاعت تحقيق ما يقارب 10% من الحصة السوقية للطاقة في فترة وجيزة بفضل الدعم الوطني والدولي.

وأكدت الوزيرة على أهمية إعادة صياغة الاستراتيجيات المشتركة بين المغرب وأوروبا في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، مشددة على ضرورة العمل وفق جدول زمني واضح وأهداف محددة تلبي احتياجات شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مما يعزز من مكانة المغرب كشريك استراتيجي وفعال في الانتقال الطاقي المستدام بين القارتين.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.