نمط مشيتك يمكن أن يكون علامة إنذار مبكرة لمرض لا علاج له

زعم الخبراء أن تقييم الطريقة التي يمشي بها شخص ما يمكن أن يساعد في اكتشاف الخرف.

 

وعادة ما يقع تشخيص معظم المصابين بالخرف بمجرد معاناتهم بالفعل من فقدان الذاكرة على المدى القصير أو تقلبات المزاج أو عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية. لكن الخبراء في جامعة نيوكاسل يقولون الآن إن تقييم مشية شخص ما يمكن أن يشخص الحالة بشكل أسرع وأكثر دقة.

 

وقالت ريونا مكاردل، الباحثة المساعدة في مجموعة أبحاث الدماغ والحركة بجامعة نيوكاسل، إن أنماط المشي تتغير قبل أن تبدأ مشاكل الذاكرة والتعرف بالظهور.

 

وأوضحت أن أنواع الخرف المختلفة لها أنماط مشي مختلفة. ونظرت مكاردل على وجه التحديد في مرض ألزهايمر وخرف أجسام ليوي.

 

ويؤثر خَرَف أجسام ليوي على مدى القدرة على المشي، فضلا عن تأثيره على مدى اليقظة والانتباه.

 

وتوضح مكاردل أنه بسبب هذا وقع تشخيص العديد من الناس خطأً بمرض ألزهايمر. وقالت: "إن تزويد المرضى بالتشخيص الصحيح له أهمية خاصة، لأن بعض الأدوية، مثل مضادات الذهان، يمكن أن تكون ضارة للمصابين بالخرف بأجسام ليوي".

 

وأظهرت الأدلة سابقا أن علامات التدهور المعرفي ومرض ألزهايمر يمكن رؤيتها في مشية الشخص.

 

وفي دراستها، نظرت مكاردل في الطرق المختلفة التي سار بها الأشخاص المصابون بالحالتين. وشمل ذلك السرعة وكيف تتغير خطواتهم أثناء سيرهم وطول الخطوة.

 

وكجزء من دراستها، سار الناس عبر بساط به الآلاف من أجهزة الاستشعار بداخله، ما خلق بصمة إلكترونية.

 

ومن خلال البصمة، يمكنها معرفة المزيد عن نمط المشي، مثل المدة التي يستغرقها الشخص لاتخاذ خطوة ومدى تغير خطواته.

 

ووجدت مكاردل أن المصابين بكلا النوعين من الخرف يمكن تمييزهم عن مجموعة الشيخوخة الطبيعية بناء على نمط مشيتهم.

 

وكتبت مكاردل في مجلة The Conversation: "كانوا يسيرون أبطأ بخطوات أقصر، وكانوا أكثر تقلبا وعدم تناسقا، وأمضوا وقتا أطول بكلتا القدمين على الأرض مقارنة بأفراد المجموعة الضابطة".

 

وتابعت: "يُظهر هذا أن المصابين بالخرف يعانون من مشاكل كبيرة في المشي، وأننا بحاجة إلى النظر في هذا الأمر لدى المعرضين لخطر الإصابة بالخرف لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التنبؤ ببدء الحالة".

 

وواصلت: "الأهم من ذلك، اكتشفت أن المصابين بخرف أجسام ليوي لديهم نمط مشي فريد يميزهم عن أولئك المصابين بمرض ألزهايمر. وكانت خطواتهم أكثر تنوعا وعدم تناسق عند المشي".

 

وأوضحت مكاردل أن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في منح الناس وعائلاتهم مزيدا من الوقت لفهم الحالة والتخطيط للمستقبل.

 

وأضافت: "حتى الآن، لا يوجد علاج للخرف، لكن التشخيص الدقيق يتيح الوصول إلى الدعم والمعلومات والعلاجات للمساعدة في تخفيف الأعراض".

 

ويوصى بإجراء فحوصات الدماغ لتعزيز الثقة في التشخيص رغم أن هذه الطريقة تعتمد على ظهور الأعراض بالفعل، في حين أن الطرق الموضوعية لدعم التشخيص المبكر، مثل اختبار المشي، قد تكشف عن المشكلات الأساسية قبل ظهور هذه الأعراض.

 

ومن خلال مراقبة نزهة شخص ما، يمكن اكتشاف وتشخيص الخرف في وقت مبكر وبدقة أكبر، حيث أظهرت الأدلة أن أنماط المشي تتغير قبل أن تظهر مشاكل الذاكرة والتعرف.

 

المصدر: ذي صن


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.