دقت ساعة الحروب على الماء

كتب ياروسلاف كارني-روزشوك، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول أزوف عصر حروب المياه بدل حروب النفط.

وجاء في المقال: من بين 1.4 مليار كيلومتر مكعب من المياه على كوكب الأرض، واحد بالمائة فقط مياه عذبة صالحة للاستهلاك البشري. إذا استبعدنا منها المياه الجليدية والجوفية التي تصعب الإفادة منها، تبقى الأنهار والبحيرات المصدر الرئيس لمياه الشرب والاحتياجات المنزلية والصناعة والزراعة. وإذا لم يكن هناك ماء، فسيكون الجوع والركود في الصناعة. الزراعة، أكبر مستهلك للمياه العذبة، فهي تستهلك حوالي 70 في المائة؛ والصناعة، 20 بالمائة؛ والاحتياجات المعيشية، 10 في المائة.

كان الأمريكيون أول من دق ناقوس الخطر. ففي خريف العام 2008، أصدر البنتاغون وثيقة مثيرة للاهتمام، هي العقيدة العسكرية المسماة بـ "بيئة لعمل القوات المشتركة" (JOE).

ووفقا لحسابات الأمريكيين في العام 2008: بعد ربع قرن، سوف يعاني ثلاثة مليارات نسمة من نقص المياه العذبة.

وهكذا، فيمكن لنقص المياه أن يسبب حروبا ونزاعات شرسة، على غرار حرب الأيام الستة العربية الإسرائيلية في العام 1967 التي نشبت، كما يقول واضعو العقيدة المذكورة أعلاه، بسبب محاولات الأردن وسوريا قطع نهر الأردن. واليوم، تقوم تركيا ببناء سدود على دجلة والفرات، مقلصة من جريانها ومتسببة بمشاكل للعراق وسوريا. وبالتالي، فالصراعات على المياه العذبة تهدد بزعزعة استقرار مناطق بأكملها في المستقبل القريب.

في يناير 2008، أعلنت جمعية مستقبل العالم World Future Society الأمريكية غير الربحية أن المياه العذبة في القرن الحادي والعشرين ستأخذ مكانة النفط في القرن العشرين. ووفقاً لهذه المنظمة، ستعاني البلدان الغنية والنامية على حد سواء من نقص المياه. ومن المأمول تطوير تكنولوجيا تحلية المياه.

وعليه، يحتاج الروس إلى الاستعداد للدفاع عن أراضيهم، حيث يتركز 25 في المائة من احتياطيات المياه العذبة العالمية.

وسوف يكون من الصعب على الدول المختلفة الاتفاق على استخدام مصادر المياه المشتركة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.