وزير ألماني يرفض تقديم إستقالته بعد "انتحار" أفغاني

بعد إقدام لاجئ أفغاني على الانتحار إثر ترحيله قسرياً من ألمانيا، تعرض وزير الداخلية الألماني لانتقادات حادة وصلت إلى حد المطالبة باستقالته من منصبه. هورست زيهوفر رد على تلك المطالب بالرفض.

أعلن مسؤولون أفغان يومه الأربعاء 11 يوليو 2018، أن شابا تم ترحيله من ألمانيا عثر على جثة في غرفة داخل فندق في العاصمة كابول في ما يبدو أنه انتحار، والشاب البالغ من العمر 23 عاما، ولم تحدد هويته، تم ترحيله قسرا إلى العاصمة الأفغانية في 4 يوليو مع 68 لاجئا أفغانيا آخرين رفضت طلباتهم.

ووفق موقع دويتشه فيله، كان الشاب المنتحر يقيم في فندق تستخدمه منظمة الهجرة الدولية مركز إقامة موقت للعائدين، ريثما تنتهي إجراءات عودته إلى مدينة هرات بغرب أفغانستان.

وأصدرت منظمة الهجرة الدولية بيانا حض على "العودة الطوعية وإعادة الاندماج" بدلا من الترحيل. وقالت المنظمة إن "الترحيل القسري يعكس الفشل ويمكن أن يشجع على معاودة الهجرة بشكل غير آمن وزيادة المخاطر والصعوبات على العائدين".

وإثر الإعلان عن انتحار اللاجئ الأفعاني، وجهت أحزاب المعارضة الألمانية انتقادات حادة جدا لوزير الداخلية هورست زيهوفر وسياسته المتشددة تجاه اللاجئين وترحيلهم من ألمانيا.

إذ قال البرلماني يان كورته من كتلة حزب اليسار المعارض، "لقد حان الوقت لرحيل زيهوفر". وأعرب كورته عن اعتقاده بأن زيهوفر يشارك في المسؤولية عن وفاة الشاب الأفغاني، وقال "من يقوم، لأسباب تتعلق بإبراز صورته، بترحيل شباب أمضوا الجزء الأكبر من حياتهم في ألمانيا، إلى منطقة تمر بأزمة وحرب وإلى اليأس، فهو يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عندما لا يصل هؤلاء الشباب إلى سن الـ 69".

أما رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، غيده ينزين، من الحزب الليبرالي المعارض، فصرحت لصحيفة "تاغيس شبيغل" الألمانية التي ستصدر غدا الخميس، أن زيهوفر وبسبب تصريحاته التهكمية العلنية "يبدو أن وجوده في منصبه خاطئ". فقد أعرب زيهوفر عن سروره بترحيل 69 لاجئا إلى أفغانستان في آخر دفعة تم ترحيلها إلى كابول، تزامنا مع عيد ميلاده الـ 69 بقوله "تحديدا في يوم عيد ميلادي الـ 69 تم إعادة 69 شخصا إلى أفغانستان، وأنا لم أطلب ذلك. هذا (العدد) يتجاوز كثيرا ما هو معتاد حتى الآن".

كذلك انتقد رئيس كتلة حزب الخضر البرلمانية، أنطون هوفرايتر، وزير الداخلية وقال "من الواضح تماما أن زيهوفر، وببساطة غير مناسب للقيام بواجباته وتحمل مسؤولياته في منصبه".

من جانبها طالبت نائبة رئيس البرلمان، كلاوديا روت، وهي من حزب الخضر أيضا، بوقف الترحيل إلى أفغانستان بسبب "الوضع الأمني الكارثي". وفي نفس السياق قال توماس أوبرمان من الحزب الاشتراكي، وهو أيضا نائب لرئيس البرلمان، إن الترحيل "مسألة خطيرة لا مزاح فيها".


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.