رمضان في تونس..تعايش بين الصائمين والمفطرين وتقاليد تقاوم الزمن

 

يصوم المسلمون شهر رمضان من كل سنة في جميع بقاع العالم، لكن العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر الكريم تختلف من شعب لآخر، فلكل أمة طقوس تميزها وتشتهر بها، فكيف يصوم التونسيون الشهر الأبرك؟.

تبدأ أجواء رمضان في تونس بليلة قبل أول يوم في رمضان، بثلاث طلقات مدفعية، يسمعها أغلب سكان المدن، وهذا ما أكده محمد الليفي، ممثل وأستاذ مسرحي بمدينة سفاقس التونسية، والذي أوضح أنه كل يوم مع أذان المغرب تطلق طلقة مدفعية واحدة.

ويوضح محمد البالغ من العمر 39 سنة أنه :" غالبا ما نفطر بالحليب والتمر، ويليه الشربة_ شربة شعير أو لسان العصفور_ ، ثم الحلويات، وغالبا ما تكون الزلابية أو المخارق، وفي القيروان تجد المقروض أيضا".

وبابتسامة لطيفة ولهجة تونسية جميلة تحكي شافية زوجة محمد عن عادات الأكل بتونس": بخصوص الإفطار، تزين أكلة البريكة اللذيذة مائدة التونسيين، وهي أكلة أساسي في شهر رمضان، إذ أن الأغلبية  لا يستغنون عنها أبدا، وهذه الأكلة هي عبارة عن ورق عجين رقيق، وبداخله خليط البطاطس المهروسة وسمك التونة والهريسة، أو تحشى بالبطاطس المقلية والبيض".

وتضيف شافية :" في صفاقس عندنا أكلة خاصة اسمها الشرمولة، نأكلها صباح عيد الفطر بعد الصلاة، وتتكون هذه الأكلة من زبيب (عنب مجفف) وبصل وقرفة تطبخ لتصبح خليطا متجانسا لونه يميل للسواد، وأيضا الحوت المالح، إذ أننا نشتري سمكة عادة تكون من الحجم الكبير (2 كلغ فأكثر)، وننزع منها الهيكل العظمي، ثم نحشوها بالملح ونلفها جيدا بقماش، ونتركها مدة أسبوع معلقة، ويوم العيد نفتحها ونضعها في الماء بعد ما نحطو السمكة في الماء مليح وننزع منها الملح نطبخها في الماء وناكلوها مع الشرمولة".

ومن العادات التي تشبه العادات بالمغرب هي "تخييط النهار" بالنسبة للاطفال، "كي كنا صغار والدينا يقول لنا اليوم صوم نصف النهار الأول وغدوة صوم نصف النهار الثاني" بأسلوبه المرح يعلق محمد على هذه العادة .

وبالنسبة للأعمال الخيرية، لفتت شافية إلى أنه بهذا الشهر الكريم تنشط الجمعيات كثيرا، حيث تنظم إفطارا جماعيا، وأهم الجمعيات المعروفة بهذا العمل هي جمعية خليل تونس وصاحبها هو صاحب قناة نسمة، كما أن الدولة تقوم بذلك للعائلات المعوزة.

وبخصوص أماكن الترفيه في رمضان، يقول الأستاذ المسرحي:" هناك أماكن للسهر المقاهي أو الساحات العامة أو الكافيه شانطا، وهناك خيام السهرية العربي ... قهوة عربي وشيشة وقعدة عربي وفرقة وتخت عربي".

وأشار الزوجان إلى أن "البلاد عادة ما تحفل في النصف الثاني من رمضان في الليل، كما أن ليلة 27 من عاداتنا ختان الاطفال وبكثرة".

"ليلة القدر خير من ألف شهر"، يستغل التونسيون ليلة القدر المباركة للصلاة والتضرع لله تعالي وقيام الليل، يقول محمد، أما بخصوص الأكلة الرسمية فهي الكسكسي بلحم الخروف وعليه بيض مسلوق وحلوى.
ويشاع أن فئة كبيرة من التونسيون لايصومون رمضان ولا يولون هذا الشهر الكريم أي اعتبار، بهذا الخصوص قال محمد :" كاين ناس ما تصومش وعادي لأنو كاين مقاهي ومطاعم مرخصة من الدولة، والتعامل معاهم عادي جدا، فلكل معتقاداته وافكاره ودينه، صحيح أن هناك محاولات لتهويل الأمر والتشهير بفعل الإفطار ولكننا لم نعرها أي أهمية تذكر".

وبخصوص يوم العيد، قالت إيمان صيداوي ربة بيت، ومقيمة بمدينة القيراوان:" قبل العيد تنكب النسوة على صنع الحلويات، وتجتمع القريبات والصديقات للتعاون على صنع البقلاوي وكمكورن وغريبة بجميع أنواعها".

وتضيف المتحدثة نفسها :"مع حلول يوم العيد، يتبادل التونسيون التهاني وهم يرتدون الملابس الجديدة التي غالبا ما تكون تقليدية، وتحاكي أصالة الشعب التونسي، إضافة إلى شراء هدايا وألعاب للأطفال".

شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.