الرميد ينتقد توحيد خطبة الجمعة: المساجد تحولت إلى "إذاعة وطنية بلا روح"

في موقف لافت، وجّه مصطفى الرميد، وزير العدل الأسبق والقيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، انتقاداً حاداً لخطة "تسديد البلاغ" التي تبنّتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والقاضية بتوحيد خطبة الجمعة في جميع مساجد المملكة.

 

الرميد، وفي تدوينة له، اعتبر أن هذا التوحيد الصارم حوّل المساجد إلى ما يشبه "إذاعة وطنية"، تُبث فيها خطبة واحدة بالنقطة والفاصلة، تتلى بأصوات مختلفة، لكنها تفتقر إلى الروح، ولا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات السياقات المحلية أو احتياجات المصلين.

 

وأوضح الرميد أن هذه الخطب أصبحت تُعرف مسبقاً قبل أيام من إلقائها، ما أفقدها عنصر التفاعل والاتصال الحي مع واقع الناس، مشيراً إلى أن فرض خطبة موحدة في كل جمعة وعلى امتداد السنة، يتنافى مع الغاية التربوية والدعوية التي يفترض أن تحققها منابر المساجد.

 

ورغم انتقاده الشديد، لم يرفض الرميد مبدأ التوجيه المركزي للخطب من حيث الأصل، لكنه دعا إلى اعتماد مقاربة أكثر مرونة، تقوم على توفير مجموعة متنوعة من الخطب في كل موضوع، تُوضع رهن إشارة الخطباء، ليختاروا منها ما يلائم مجتمعاتهم المحلية، مع ترك هامش حرية لهم للإضافة والتكييف.

 

وختم الرميد تدوينته بالتأكيد على أن بعض المناسبات الوطنية أو الدينية قد تبرر توحيد الخطبة لإبلاغ رسالة موحدة، لكن هذه الاستثناءات لا ينبغي أن تتحوّل إلى قاعدة دائمة، داعياً إلى مراجعة هذا النهج حفاظاً على جاذبية المسجد، وقدسية صلاة الجمعة، ورشد تدبير الشأن الديني بالمغرب.