هكذا يُحاول "نظام العسكر" تصدير أزماته الداخلية للمغرب ودعم ميلشيات الانفصال !

جدد النظام العسكري الجزائري عداءه للمنطق الدولي وتمسكه بسياسات الفوضى عبر إعادة تدوير دعمه المتهالك للجبهة الانفصالية، في مشهد يُجسد إصرار الجزائر على تبديد ثروات شعبها في صراعات وهمية بدلاً من معالجة أزماته الداخلية المتفاقمة.

لا يتورع الرئيس عبد المجيد تبون عن تكرار الخطاب المتشنج المؤيد للبوليساريو، رغم التراجع العالمي الصارخ لهذه الأطروحة المفككة، حيث يعيد إنتاج نفس العبارات البالية عن "القضية العادلة"، وكأن الزمن توقف عند حقبة الحرب الباردة، بينما العالم يتقدم نحو حلول واقعية تُعلي مبدأ السيادة والوحدة الترابية.

الرسالة الممجوجة التي وجهها تبون إلى زعيم البوليساريو تكشف يأس النظام العسكري الجزائري من تراجع دعمه الدولي، خاصة بعد التحولات الكبرى التي شهدتها القضية لصالح المغرب، بدءًا بالاعتراف الأمريكي التاريخي بمغربية الصحراء، ووصولًا إلى الموقف الأوروبي الواضح الذي يرفض أي مساعي لتقسيم المنطقة.

يحاول النظام الجزائري، المنكسر دبلوماسيًا، تعويض فشله الذريع في إقناع المجتمع الدولي بطرحه الانفصالي عبر مضاعفة الدعم المادي واللوجستي للبوليساريو، وكأن بإمكان الأموال المنهوبة من الشعب الجزائري شراء الشرعية الدولية التي فقدها منذ زمن.

المراقبون يدركون جيدًا أن هذه التصريحات ليست سوى صفير في الظلام، فالعالم لم يعد يلتفت إلى الأوهام التي يروج لها الجنرالات في الجزائر، خاصة بعد أن كشفت الوقائع أن النظام العسكري يستخدم قضية الصحراء كستار لتفريغ غضب الشعب الجزائري من فشله في إدارة البلاد، وتكريس هيمنة المؤسسة العسكرية على كل مقاليد الحكم.

الحقيقة التي لا يمكن تزييفها هي أن الجزائر تواجه عزلة دبلوماسية متنامية، بينما تُسقط دول تلو الأخرى اعترافها بالكيان الوهمي الذي تدعمه، مما يؤكد أن النظام العسكري الجزائري يراهن على خاسر، وأن الصحراء ستظل مغربية إلى الأبد، مهما بلغت محاولات التضليل والإلهاء.