عبد السلام العزيز: "الديمقراطية هي أقوى سلاح في وجه الانفصال"

قال الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي عبد السلام العزيز إن قضية الصحراء "ليست مجرد ورقة تفاوض دبلوماسي، بل هي قضية وطنية بامتياز تتطلب تعبئة داخلية صادقة وتملّكًا جماعيًا". وأضاف خلال ندوة حول الوحدة الترابية أن "الحكم الذاتي في الصحراء المغربية لا يمكن أن ينجح دون إرساء ديمقراطية حقيقية تشمل كل جهات الوطن".

وتابع العزيز في الندوة الوطنية التي نظمها مجلس المستشارين تحت شعار "البرلمان المغربي وقضية الصحراء نحو دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال"، أن المغرب حقق مكاسب دبلوماسية مهمة مثل الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، لكنه أشار إلى أن "هذه الإنجازات تبقى هشة في ظل غياب إغلاق نهائي للملف من قبل المنتظم الدولي". وحذر من "التحولات العالمية التي تطغى فيها منطق القوة والابتزاز، حيث تُهمَّش الشرعية الدولية لصالح حسابات ضيقة".

وأكد الأمين العام لحزب "الرسالة"، أن "الحكم الذاتي لا يجب اختزاله في عرض تفاوضي، بل نريده مشروعًا مجتمعيًا ينبثق من إرادة جماعية"، مشددًا على ضرورة إصلاح الجهوية والتدبير المحلي ومعالجة الاختلالات في توزيع الثروة. وأضاف أن "الترافع المؤسساتي الناجع يجب أن يعتمد على خطاب عقلاني وعلمي يخاطب الرأي العام الدولي بلغة القانون والتاريخ".

وعن مواقف التنظيمات اليسارية الدولية، قال العزيز: "تمكّنا من إقناع بعض الأوساط بوجاهة الموقف المغربي، لكن التحدي أكبر في مؤتمرات أحزاب البحر المتوسط حيث تحضر تنظيمات تستغل أوضاع الحريات في المغرب". وحذّر من ربط القضية بالتطبيع مع إسرائيل، قائلاً: "الكيان الصهيوني كيان احتلالي توسعي، ولا يمكن أن يكون حليفًا في قضايا التحرر الوطني".

وقدم العزيز جملة مقترحات منها إطلاق نقاش وطني حول الحكم الذاتي، وإشراك المجتمع المدني في إعداد تقارير عن القضية، وتمكين الأحزاب من مستجدات الملف، وتنظيم دورات تكوينية للشباب. كما دعا إلى "بلورة ميثاق وطني شامل حول الصحراء يضم كل الفاعلين"، مؤكدًا على ضرورة "خلق انفراج بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين".

وختم العزيز كلمته بالقول: "المغرب يقف اليوم أمام خيارين: إما تحويل شعار الوحدة إلى مشروع ديمقراطي تنموي، أو الاكتفاء بخطابات دفاعية. نحن نختار الخيار الأول لأن الديمقراطية هي أقوى سلاح في وجه الانفصال".