محتجون في جنوب إفريقيا: المصالح مع المغرب أهم من دعم أطروحة الانفصال

شهدت جنوب إفريقيا احتجاجات أمام مقر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، بالتزامن مع زيارة الرئيس سيريل رامافوزا إلى الجزائر، حيث طالب المحتجون بالتراجع عن دعم ميليشيات البوليساريو والانفتاح على تعزيز العلاقات مع المغرب، باعتباره شريكاً استراتيجياً يمكن أن يسهم في تحقيق مصالح البلدين وتطوير التعاون الإقليمي.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد باستمرار دعم الحزب الحاكم لجبهة البوليساريو، معتبرين أن هذا الموقف لا يخدم المصالح الاقتصادية أو الاستراتيجية لجنوب إفريقيا، بل يساهم في تعميق العزلة الدبلوماسية وتجاهل الفرص التي يتيحها التعاون مع المغرب، كواحد من أبرز القوى الاقتصادية الصاعدة في القارة الإفريقية.

هذه الاحتجاجات تأتي في وقت يواجه فيه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أزمات داخلية متفاقمة، خاصة بعد توقيف أحد قيادييه البارزين مؤخراً على خلفية قضايا فساد، وهو ما زاد من الضغوط على القيادة الحالية للحزب.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات الشعبية تعكس تنامياً للوعي بأهمية مراجعة المواقف الخارجية لجنوب إفريقيا، لا سيما تلك المتعلقة بقضايا حساسة مثل الصحراء المغربية.

زيارة رامافوزا إلى الجزائر، التي تهدف إلى تعزيز التنسيق مع الحكومة الجزائرية لدعم البوليساريو، تواجه أيضاً انتقادات واسعة من داخل بريتوريا، حيث يعتبرها البعض استمراراً لنهج أيديولوجي متجاوز وغير متوافق مع التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها القارة.

ويؤكد خبراء أن التعاون مع المغرب، الذي أظهر قدرات كبيرة على مستوى التنمية والاستقرار الإقليمي، قد يكون أكثر جدوى لجنوب إفريقيا مقارنةً بالتحالف مع كيان يفتقر إلى مقومات الدولة.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يُعد الشريك الاقتصادي الأول للبنك الإفريقي للتنمية، بحجم استثمارات قياسية تجاوزت 3.6 مليار دولار، فيما تواصل الرباط تعزيز مكانتها كقوة إفريقية صاعدة تحظى بدعم واسع لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، باعتبارها حلاً واقعياً للنزاع المفتعل.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.