قالوا عن خطاب ايمانويل ماكرون أمام البرلمان المغربي
شهدت المملكة المغربية حدثًا تاريخيًا بارزًا تمثل في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث ألقى خطابًا أمام البرلمان المغربي، في خطوة لاقت اهتمامًا واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي.
وكان الخطاب مليئًا بالإشارات السياسية العميقة، ورسائل تؤكد على متانة العلاقات المغربية-الفرنسية، وخاصة دعم باريس الواضح لسيادة المغرب على صحرائه، مما عكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات بين البلدين، وفتح أفقًا جديدًا للتعاون الثنائي.
أحمد التويزي:خطاب الرئيس الفرنسي شدد على عمق الروابط التاريخية التي تمتد إلى أكثر من ثلاثة قرون من التاريخ المشترك بين المغرب وفرنسا
أكد أحمد التويزي، رئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن “زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الفرنسية إمانويل ماكرون للمملكة المغربية بدعوة من جلالة الملك محمد السادس تعد زيارة تاريخية ، حيث خصص له استقبالا كبيرا “.
وأضاف التويزي على هامش إلقاء الرئيس الفرنسي لخطاب بالبرلماني المغربي، صباح اليوم الثلاثاء، أن “هذه الزيارة توجت بالخطاب الذي ألقاءه الرئيس الفرنسي بالبرلمان.. وهذا لايحظى به إلا الزعماء الذين يحظون بتقدير من طرف جلالة الملك محمد السادس ومن طرف المغاربة”.
وأكد رئيس فريق “البام”، أن “خطاب الرئيس الفرنسي شدد على عمق الروابط التاريخية التي تمتد إلى أكثر من ثلاثة قرون من التاريخ المشترك بين المغرب وفرنسا؛ بما فيها المجالات الثقافية التي شارك فيها المغاربة، والدور الذي لعبه المغاربة في تحرير فرنسا وإعادة إعمارها بعد الحرب العالمية الثانية”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “الموقف الأخير للرئيس الفرنسي فيما يخص القضية الوطنية تلقيناه باعتزاز وافتخار.. وقدرنا موقف الإعتراف بمغربية الصحراء من دولة عظمى كفرنسا التي هي عضو في مجلس الأمن لها من المعرفة الدقيقة لهذه المنطقة وللحدود المغربية الحقة، حيث كانت (فرنسا) دولة مستعمرة للجزائر والمغرب كان تحت نظام الحماية وهي على بينة بالملف”.
وشدد التويزي على أن “موقف فرنسا التاريخي يعزز الموقف المغربي بخصوص القضية الفرنسية على المستوى الدولي.. وسيشجع عددا من الدول القليلة بالاعتراف بمغربية الصحراء وإتباع خطى الجمهورية الفرنسية”.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، الذي يقوم بزيارة دولة للمغرب بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ألقى اليوم الثلاثاء خطابا أمام أعضاء غرفتي البرلمان الذي اجتمع في إطار جلسة مشتركة.
محمد زيدوح: أعداء الوحدة الترابية تلقوا اليوم جوابا نهائيا من دولة عظيمة
قال محمد زيدوح رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية بمجلس المستشارين، إن الذين يعادون الوحدة الترابية للمملكة، تلقوا اليوم جواب نهائيا من دولة عظيمة.
وتابع “زيدوح” في أعقاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام مجلسي البرلمان اليوم الثلاثاء، أن فرنسا قدمت اليوم موقفا للتاريخ، مبنيّ على مصادر تاريخية تعرفها لوحدها حسب تعبيره.
ووصف المتحدث موقف الجمهورية الفرنسية بشأن ملف الصحراء المغربية بالحاسم، قياسا بحجم الحقائق التي تحوزها إلى جانب إسبانيا حول المناطق الجنوبية للمملكة.
إيمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة دولة إلى المملكة بدعوة من الملك محمد السادس، ألقى صباح اليوم الثلاثاء خطابا أمام النواب والمستشارين في جلسة مشتركة.
واسترجع ماكرون تاريخ العلاقات بين المغرب وفرنسا وما تخللها من وقائع وأحداث، وما شهدته من تطورات حتى حدود اليوم، كما أعاد التأكيد أمام البرلمانيين على دعم الجمهورية الفرنسية للسيادة المغربية على صحرائه.
سعيد بعزيز: خطاب ماكرون يقدم تصورا مستقبليا مميزا جدا للعلاقات المغربية الفرنسية
قال سعيد بعزيز عضو الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، إن الخطاب الذي ألقاه إيمانويل ماكرون أمام مجلسي البرلمان، يحمل تصورا مستقبليا متميزا جدا للعلاقات بين فرنسا والمغرب.
“بعزيز”، في تصريح صحفي، قدم قراءة للخطاب الذي اعتبره محيطا بعدد من الجوانب، في مقدمتها التاريخ المشترك والحاضر وتحدياته، وتجديد الموقف الفرنسي بخصوص قضية الصحراء المغربية، بالإضافة إلى تعهدات ماكرون بالاستثمار إلى جانب المملكة في عدد من المجالات.
ووصف برلماني الوردة، الشراكة الاستثنائية الموقعة بين المغرب وفرنسا والتي أعلن عنها يوم أمس الاثنين، بأنها لم تأتي من فراغ إنما هو نتاج ما اشتغل عليه الملك طيلة سنوات، وأضاف أن الاستثناء في الشراكة يترجم أيضا ما صرح بها اليوم إمانويل ماكرون، بكون المغرب هو بوابة أوربا نحو أفريقيا.
إيمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة دولة إلى المملكة بدعوة من الملك محمد السادس، ألقى صباح اليوم الثلاثاء خطابا أمام النواب والمستشارين في جلسة مشتركة.
واسترجع ماكرون تاريخ العلاقات بين المغرب وفرنسا وما تخللها من وقائع وأحداث، وما شهدته من تطورات حتى حدود اليوم، كما أعاد التأكيد أمام البرلمانيين على دعم الجمهورية الفرنسية للسيادة المغربية على صحرائه.
محمد الصباري : خطاب ماكرون تاريخي وديبلوماسية الملك أعطت ثمارها
وصف النائب البرلماني عن حزب الأصالة المعاصرة، محمد صباري، خطاب الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، أمام أعضاء مجلس البرلمان بـ “الخطاب التاريخي والمليء بالدلالات”، مبديا اعتزازه بالديبلوماسية الملكية التي أصبح المغرب يقطف ثمارها.
وقال “صباري”، إن ماكرون عرج على التاريخ المشترك والعلاقات المتينة التي تربط المملكة المغربية بالجمهورية الفرنسية، مستشهدا بفترات كل من الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، علاوة على فترة الحكم الحالية للملك محمد السادس.
وسجل برلماني البام، أن خطاب الرئيس الفرنسي، تحدث إلى جانب عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، عن إسهامات الجنود المغاربة مع الفرنسيين، وكذا إسهامات مختلف الموارد البشرية في تنمية فرنسا بجميع مدنها ماضيا وحاضر ومستقبلا.
إمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة دولة إلى المملكة بدعوة من الملك محمد السادس منذ يوم أمس الاثنين، ألقى صباح اليوم الثلاثاء خطابا أمام النواب والمستشارين في جلسة مشتركة.
واسترجع ماكرون تاريخ العلاقات بين المغرب وفرنسا وما تخللها من وقائع وأحداث، وما شهدته من تطورات حتى حدود اليوم، كما أعاد التأكيد أمام البرلمانيين على دعم الجمهورية الفرنسية للسيادة المغربية على صحرائه.
يحفظه بنمبارك:خطاب ماكرون اليوم أمام البرلمانيين “محطة تاريخية ستكتب بمداد الذهب
وصف يحفظه بنمبارك، المستشار البرلماني عن الفريق الحركي ونائب رئيس مجلس المستشارين، خطاب ماكرون اليوم أمام البرلمانيين، بأنه “محطة تاريخية ستكتب بمداد الذهب”.
واعتبر “بنمبارك” في تصريح صحفي على هامش خطاب الرئيس الفرنسي، أن ما حصل اليوم هو ثمرة السياسة الرشيدة للملك محمد السادس في هذا الملف.
وسجل المتحدث للموقع أن هذه المحطة الهامة في تاريخ الوحدة الترابية للمملكة، تعد مصدر فخر للبرلمانيين الذي يمثلون الجهات الجنوبية الثلاث، والذين حضروا الجلسة المشتركة واستمعوا لخطاب رئيس الجمهورية الفرنسية.
عبد الرحيم بوعيدة:إعلان ماكرون دعم الجمهورية الفرنسية للسيادة المغربية على صحرائه ومقترح الحكم الذاتي يعد انتصارا للمغاربة بشكل عام
من جهته، قال عبد الرحيم بوعيدة، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، إن الرهان الذي كسبته المملكة اليوم يعود فيه الفضل إلى الملك وإلى الديبلوماسية التي نهجها في هذا الاتجاه.
وأبرز “بوعيدة” أن إعلان ماكرون دعم الجمهورية الفرنسية للسيادة المغربية على صحرائه ومقترح الحكم الذاتي، يعد انتصارا للمغاربة بشكل عام، “ولهم أن يفتخروا بذلك” على حد قوله.
إمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة دولة إلى المملكة بدعوة من الملك محمد السادس، ألقى صباح اليوم الثلاثاء خطابا أمام النواب والمستشارين في جلسة مشتركة.
واسترجع ماكرون تاريخ العلاقات بين المغرب وفرنسا وما تخللها من وقائع وأحداث، وما شهدته من تطورات حتى حدود اليوم، كما أعاد التأكيد أمام البرلمانيين على دعم الجمهورية الفرنسية للسيادة المغربية على صحرائه.
محمد الغالي:خطاب ماكرون عكس موقف دولة والاتفاق الإستراتيجي يؤسس لمقاربة تعتمد قواعد لعب جديدة
اعتبر الدكتور محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن الاتفاق الذي وقعه الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء يوم أمس الاثنين، هو اتفاق إستراتيجي غير مسبوق في العلاقات المغربية الفرنسية، التي كانت في السابق، مثالية في التعاون والشراكة، باستثناء السنوات الأربع الأخيرة، التي عرفت خفوتا كبيرا، بفعل التحولات الجيوسياسية العالمية، مضيفا أنه يؤسس لمقاربة جديدة تعتمد قواعد لعب جديدة.
وأوضح الغالي، أن فرنسا لم تستطع أن تغير منهجيتها في التعامل مع المملكة المغربية؛ حيث ظلت محافظة على نفس المقاربة التي كانت تشتغل بها إبان المرحلة الاستعمارية، ولكن، اليوم، أشياء كثيرة تغيرت، بفعل مجموعة من التطورات.
وتابع المتحدث نفسه أن المملكة المغربية حاولت، بدورها، أن تفرض نمطا جديدا من العلاقة، يتأسس وينبني على مقاربة "رابح-رابح"، لكن في إطار الاحترام المتبادل لعناصر السيادة، مسجلا أن المغرب كان مصرا على أن يكون موقف فرنسا واضحا من قضية الاعتراف بالوحدة الترابية للمملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة، مادامت هاته المسألة تدخل ضمن الأمور الأساسية في عامل السيادة.
وأبرز الغالي أن هذا الاتفاق إستراتيجي بامتياز، بالنظر، أولا، إلى طبيعة المواضيع التي تم الاتفاق عليها، وهي مواضيع تتعلق بالتعليم، والبحث العلمي في الجوانب التي لها علاقة بالطاقة والزراعة، ولكن في إطار أجيال جديدة قادرة على استيعاب التغيرات المناخية والانتقال الطاقي والانتقال الرقمي؛ مما يعني أنه اتفاق يساير التطورات المعاصرة، ويعطي للبلدين فرصا كبيرة فيما يتعلق بخلق الثروة والتحكم في السلاسل الإنتاجية.
وسجل أستاذ العلوم السياسية أن محاور هذا الاتفاق فيها اعتراف مباشر بأهمية الدور الذي باتت تلعبه المملكة على الساحة الدولية، خاصة وأنها في السنوات الأخيرة، استطاعت أن تحقق اختراقا مهما على مستوى الدول الإفريقية؛ حيث أبرمت معها قرابة 1000 اتفاقية؛ مما سيعطي لدولة فرنسا إمكانيات الانفتاح على الأسواق، ويعيد إليها الاعتبار، بعد أن فقدت سلطتها وهيمنتها على مجموعة من الدول التي كانت تعتبر مستعمرات تقليدية لها، لافتا إلى أن "منطق الاستعمار التقليدي لم يعد مجديا، بالنظر إلى التحولات التي عرفتها مجموعة من الدول التي كانت تشكل قدما لفرنسا في إفريقيا، ونقصد هنا مالي وبوركينا فاسو والنجير وتشاد".
وأضاف الغالي أن نوعية الاتفاقيات المبرمة ما بين المغرب وفرنسا تعكس جيلا جديدا من التعاون، خاصة ما تعلق بالطاقات المتجددة والطاقة الخضراء، وكذلك ما تعلق بالأجيال الجديدة في مشاريع النقل، خصوصا التي لها علاقة بالطيران وبالقطار فائق السرعة، وحتى على مستوى إدارة وتدبير الموانئ، وكل هذا يوضح أن التركيز كان على البنيات التحتية الأساسية التي تسهل وتيسر حركة رؤوس الأموال والأشخاص؛ مما يعكس الاهتمام الفرنسي بالمملكة كمنصة اقتصادية ستلعب أدوارا أساسية فيما يتعلق بهمزة الوصل على مستويات التجارة الدولية.
وتابع أن نوعية الاتفاقيات تعكس، أيضا، وجود رغبة في تحقيق خلق للثروة يعتمد على المرتكزات الجديدة المؤسسة على مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة؛ وهو ما يخدم، بشكل كبير، مطامح المملكة ومصالحها، وحتى علاقات العمق التي تربطها بمجموعة من الدول الإفريقية. كما تعكس استيعاب فرنسا لمجموعة من المبادرات الإستراتيجية التي طرحتها المملكة، وخاصة مبادرة أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، والطريق الأطلسي الذي يربط الساحل ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.
وحول غياب اتفاقيات تخص الجانب العسكري، رد الغالي: "أكيد أن صفقات التسليح لها أهميتها ودورها. لكن بالنسبة للمرحلة الحالية، فإن الانطباع الذي يُعطى هو انطباع التعاون الاقتصادي، بل وأكثر من ذلك، فالبلدان دعيا إلى الأمن والسلم والسلام والاستقرار والنزوع إلى عالم آمن، خاصة حين استحضار القضية الفلسطينية، والصراع في منطقة الشرق الأوسط التي تشتعل، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بالمآلات".
واستدرك أستاذ العلوم السياسية: "ولكن هذا لا يعني أن مسألة التسلح غير مهمة وأساسية؛ فهي تدخل في إطار التعاون، خاصة في ظل المخاطر التي تهدد الدولتين؛ ومنها مخاطر الإرهاب وتجارة السلاح والاتجار بالبشر والهجرة والمنظمات الإجرامية، وغير ذلك من المخاطر الأخرى؛ مما يعني أن التعاون الأمني يبقى مطروحا. لكن السؤال هو: إلى أي مستوى قد يصل هذا التعاون؟ هل يتعلق بتقاسم المعلومات والخبرات، أم أنه يمكن، في بعض الأحيان، أن يصل إلى التكنولوجيا العسكرية المتطورة، من أجل تحقيق الأهداف الأمنية والعسكرية المشتركة؟".
أما فيما يتعلق بالخطاب الذي ألقاه ماكرون، الثلاثاء، أمام ممثلي الأمة بمجلسيه، يقول الغالي إنه "شكل فرصة تاريخية لإرسال مجموعة من الرسائل التي تبعث على الطمأنة والثقة والارتياح والمصداقية".
وتابع أن ماكرون أكد، من خلال خطابه، على أن "موقف فرنسا موقف ثابت، ويعكس موقف دولة، مادام أن زيارته هي زيارة دولة. وبالتالي، أكد أن حاضر ومستقبل الصحراء لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة المغربية؛ ما يعني اعترافا صريحا بمغربية الصحراء".
وأضاف المتحدث نفسه: "ماكرون أكد، أيضا، على الروابط التاريخية بين المغرب وفرنسا. كما أكد، مرة أخرى، على أن هناك مصيرا مشتركا للدولتين. وبالتالي، ففرنسا، على أي، دائما وفية وتعترف بالمشترك التاريخي، دون أن ننسى أن هناك سياقا جديدا لابد من التأقلم معه، خصوصا وأن الظرفية تفرض هذا النوع من التعامل والاتفاقيات الإستراتيجية".
وختم الغالي تصريحه بالقول: "والإشارة القوية لتوجيه هذا الخطاب لممثلي الأمة تتمثل في إبراز أهمية دور البرلمان في تنفيذ هاته الاتفاقيات"، مسجلا أن "طبيعة المشاريع التي تم طرحها بين البلدين تغطي ربع القرن المقبل".
عباس الوردي: خطاب ماكرون يؤكد أن المغرب بات شريكاً استراتيجياً لا غنى عنه
وقال عباس الوردي، الخبير في الشؤون السياسية وأستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، في حديثه للجريدة 24، إن الخطاب عكس قناعات ماكرون الواضحة تجاه أهمية وحدة المغرب الترابية، مؤكدًا على عمق التزام فرنسا بالتعاون مع المغرب، ليس فقط من منظور العلاقات التاريخية، بل ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الشراكة الثنائية وتطويرها لتشمل جوانب متعددة تشمل السياسة، الأمن، الاقتصاد، والمجال الاجتماعي والتعليم والاستثمار في الرأسمال البشري.
واعتبر الوردي أن هذا الحدث يعد بمثابة تأكيد تاريخي من قبل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولها ثقلها في المشهد الأوروبي والدولي، على مغربية الصحراء، وهو ما يمثل إنجازًا دبلوماسيًا للمغرب يعزز موقفه إقليميًا ودوليًا.
وفي سياق آخر، نوّه الوردي إلى الأهمية البالغة التي أولاها الخطاب للتعاون في قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي، مثل مكافحة الجريمة العابرة للحدود والهجرة غير النظامية، مؤكدًا أن هذا التعاون لن يُبنى إلا على أساس الاحترام المتبادل والندية، مما يعزز من مقومات الشراكة الاستراتيجية الفريدة بين البلدين.
مؤكدا أن فرنسا تدرك أهمية الدور الذي يلعبه المغرب على الصعيد الجيوسياسي في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، خاصة مع توسع دوره في المحيطين الأطلسي والمتوسطي.
وقد أبرز ماكرون في خطابه الدور الريادي الذي يلعبه الملك محمد السادس في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، الذي يشكل بالنسبة للمغرب مسألة مصيرية.
واعتبر الوردي أن إشارة ماكرون لدور الملك في هذا الشأن ليست إلا تعبيرًا عن التزام فرنسا العميق بمساندة جهود المغرب من أجل استقرار المنطقة وتعزيز السلم والأمن فيها.
وأكد أن تصريح ماكرون يبرهن على إدراك فرنسا لأهمية هذا الملف بالنسبة للمغرب، وأن دعمها لسيادته على الصحراء يعكس توجهًا جديدًا نحو إقامة علاقات مبنية على التفاهم العميق للمصالح الوطنية.
كما أشار إلى دور الملك محمد السادس في بناء جسور السلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما يعكس صورة المغرب كشريك استراتيجي يعتمد عليه في المحافل الدولية.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد تناول الخطاب فكرة تطوير خارطة طريق واضحة وشاملة، تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين، عبر الاستثمار في رأس المال البشري وتوحيد الرؤى حول الأولويات المشتركة.
وأكد ماكرون أن بناء شراكة اقتصادية قوية ومربحة للجانبين يعزز من التعاون ويعزز من فرص التنمية ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة للشعبين المغربي والفرنسي على حد سواء، مع التركيز على التعليم والتكوين المهني وتهيئة الظروف اللازمة للابتكار والمساهمة في الاقتصاد العالمي الجديد.
الخطاب حمل رسائل قوية تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حسب عباس الوردي، وعكس رغبة مشتركة في إقامة نموذج تعاوني متفرد، يجمع بين احترام السيادة والعمل المشترك لصالح البلدين.
مصطفى سلمى: الموقف الفرنسي من مغربية الصحراء يحتاج إلى إعلان فتح قنصلية بالأقاليم الجنوبية
قال الناشط الصحراوي و المعارض لجبهة البوليساريو الإنفصالية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أنه “رغم المكاسب التي حققها الجانب المغربي و الفرنسي شعبيا و اقتصاديا، و هو الجديد المسجل في زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب، إلا انه على المستوى الديبلوماسي لم يتجاوز ماكرون في خطابه امام البرلمان المغربي سقف ما سبق ان جاء في رسالته للملك بمناسبة عيد العرش، و اكده بيان الشراكة الاستثنائية الموقع ليلة البارحة”.
وكتب ولد مولود على حسابه الخاص بوسائل التواصل الإجتماعي، يقول : ” عدا كون تزامن زيارة و خطاب ماكرون الذي اعاد التاكيد فيه ان “حاضر و مستقبل في الصحراء في المغرب”، مع جلسات مجلس الامن بشان نزاع الصحراء، يعطي دفعة معنوية للطرح المغربي. و ربما يشكل الفيتو الفرنسي مستقبلا صمام امان للمكتسبات المغربية على مستوى مجلس الامن.
ما زال الموقف الفرنسي يحتاج لبعض الجرأة في تكريس ما صُرٌح به على أرض الواقع باعتماد قنصلية في الاقاليم الصحراوية ، كتجسيد عملي للاعتراف بالسيادة المغربية عليها. و هو ما يحتاجه المغرب حقيقة من فرنسا خاصة في ظل الاوضاع الدولية المضطربة في اكثر من زاوية من العالم”.
و أكد مصطفى سلمى ، أن “المغرب بتاريخه العريق و موقعه الاستراتيجي هو بوابة فرنسا الافريقية و العربية و الشرق اوسطية و الاسلامية، و يحتاج من فرنسا في شراكتهما الاستراتيجية الدعم السياسي و المعنوي الذي يحرره كي تتحقق الاستثنائية التي عنونت زيارة الرئيس الفرنسي للرباط”.
محمد شقير:إلقاء الرئيس الفرنسي لخطاب أمام البرلمان له العديد من الدلالات السياسية