احزاب التجمع الوطني والاصالة والمعاصرة والاستقلال هم مكونات الحكومة المرتقبة..وتغيير قيادات حزبية وارد

يسود ترقب كبير حول الأحزاب التي ستشكل حكومة اخنوش المرتقبة ، فكل السيناريوهات حول الأحزاب التي تشارك في حكومة اخنوش تبقى واردة ، وان كانت هناك مؤشرات قوية على تشكيل الحكومة من التحالف الثلاثي : احزاب التجمع الوطني للأحرار ولاستقلال والاصالة والمعاصرة خصوصا بعد التنسيق بينهم على مستوى رئاسة المجالس الجهوية  ومجالس الجماعات الترابية ومجالس الأقاليم والعمالات والمقاطعات، والانضباط القوي والمثير والاستثنائي الذي اظهره مناضلوا الأحزاب الثلاث  بكل جهات المملكة والذي لم تعرفه أي انتخابات في تاريخ المغرب  حتى انه وصل الى عزل كل غير ملتزم بقرار  هذا الاتفاق الثلاثي الذي وقع بأسماء وهبي اخنوش وبركة، وليس باسم المنسقين الإقليميين او الجهويين.

انه مؤشر على اتفاق اخنوش وهبي بركة بخلق الانسجام محليا وإقليميا وجهويا وتوحيد الرؤى لتنزيل البرامج الانتخابية للأحزاب الثلاث التي تتقاطع في نفس الاولويات الاجتماعية.

وهذا ما صرح به القيادي التجمعي الصاعد مصطفى بايتاس في احدى البرامج التلفزية بقوله ان تشكيل الحكومة المقبلة والتحالف فيما بينها يتم بناء على معايير عدد المقاعد، وهو ما أشار اليه قبله عبد اللطيف وهبي بقوله ان الحكومة يجب ان تتشكل من الأحزاب الفائزة الأولى، وهو ما يعني ان وجهات الأمين العام وهبي تتطابق مع وجهة اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار. مما يدل ان هناك صفحة جديد تفتح بين قيادتي حزب الاصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار من الأكيد ان جهات ما لعبت فيها دورا أساسيا، لأنه ليس عاديا نسيان اخنوش ما قال فيه وهبي حتى بعد تعيينه رئيس حكومة مكلف.

 

صحيح، هناك مؤشرات على ان اخنوش قد يراهن على حز ب الاستقلال بالدرجة الأولى وحزب الاصالة والمعاصرة بالدرجة الثانية.  وعكس ما يروج فليس اخنوش رئيس الحكومة المكلف هو صاحب القرار الأخير في اختيار الأحزاب والوزراء الذين سيشكلون حكومته بل جلالة الملك هو الوحيد صاحب القرار النهائي.

ولإزالة كل غموض،ومن الناحية الدستوريةفتعيين الحكومة بوزرائها يبقى مجالامحفظاللملكـ، اما رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها فمهمته الاقتراح فقط وفق الفصل 47من الدستورالذي ينص»يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها. ويعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها. الى اخر القصل,,,,,,«  الخ

لكن، رغم ذلك فلرئيس الحكومة المكلف هامشا من سلطة اقتراح الأحزاب والوزراء الذين يعتقد انهم مؤهلين ليشكلوا معه حكومة منسجمة ومتراصة ومتكاملة بتنسيق تام مع المحيط الملكي.

لان حكومة اخنوش ورثت ارثا ثقيلا اجتماعيا واقتصاديا من حكومات البيجيدي المتتالية. الامر الذي يتطلب من الحكومة المرتقبة اتخاذ إجراءات استعجالية وعملية لإخراج المواطن من الاختناق النفسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه لأكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا وتداعياتها المدمرة.

لذلك، فكل اقتراح من رئيس الحكومة المكلف سواء بالنسبة للأحزاب السياسية او بالنسبة للوزراء الذين سيشكلون الحكومة معه سيتحمل تبعات هذا الاقتراح.

اخنوش رئيس الحكومة المكلف اجتمع مع جل رؤساء الأحزاب. والأكيد ان له تصور ا عاما حول الأحزاب التي سيشكل معها الحكومة، كما انه من المؤكد ايضا انه سيستشار مع جهات معينة حول الأحزاب والوزراء قبل اقتراحهم على صاحب الجلالة الذي ستكون له سلطة القرار الأخير في تعيين الحكومة ووزرائهاـ، لان الحكومة في نهاية المطاف هي حكومة صاحب الجلالة.

بعد لقاء اخنوش مع قادة الأحزاب يبدو انه قد ارتاح لنزار بركة بعد ان قدم له هذا الأخير عرضا حول تصور حزب الاستقلال للحكومة المرتقبة. الامر الذي دفع نزار بركة عقد المجلس الوطني لحزبه بأسبوع على الموعد المحدد أي يوم

18شتنبر بدل 25 منه.

اما مع عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، فهناك ‘’ تريث’’ و’’ حذر’’ ليس اتجاه الحزب /المؤسسة ولكن اتجاه امينه العام وهبي المعروف بتحركاته غير المدروسة وتواصله التلقائي والمحرج أحيانا.

الكل يعرف ان حزب الاصالة والمعاصرة وقيادته مستعدان لفعل اي شيئ للمشاركة في حكومة اخنوش، لان بقاء الحزب في المعارضة يعني موتهالبطبئ، لذى فدخوله حكومة اخنوش يبقى واردا لكن بشروط خصوصا اثناء ا نطلاق التفاوض مع وهبي الأمين العام للبام حول توزيع الحقائب الوزارية الذي  يريد ان يحظى حزبه بعدد من الحقائب الوزارية المهمة كمّاً وكيفاً  مقارنة مع حزب الاستقلال بكونه القوة الثانية والاستقلال القوة الثالثة.

لذى ، سيكون اخنوش حاسما مع وهبي حول الحقائب الوزارية وحول بروفيلاتالاستوزار، بعد تأكيد مصادر مقربة من حزب الحمامة لموقع بلبريس ان اخنوش لن يستوزر من حزبه الوزراء السابقين الا البعض لإعطاء المثال لحزبي الاستقلال والاصالة والمعاصرة لاقتراح وزراء مؤهلين قادرين على التنزيل السليم  للبرنامج الحكومي الذي سيقدمه اخنوش امام البرلمان وعلى أساسه سيتم تنصيب الحكومة .

وعليه، فرئيس الحكومة المكلف واع بما ينتظره من تحديات كبرى لذلك عليه الاستثمار في وزراء قادرين على العطاء على المستوى الراهن لان ما وعد به اخنوش الشعب سقف مرتفع صعب لكنه ليس بالمستحيل.

 

شخصيا، اعتقد ان عزيز اخنوش توفرت له كل الشروط الموضوعية والذاتية لتشكيل حكومة قوية منسجمة فعالة لينسي الشعب نكسات حكومة البيجيدي. اخنوش فهم رسالة الشعب المغربي التي دمرت حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق العثماني لاعتقاده ان الشعب المغربي لم يتغير، لان الشعب الذي منح حزب العدالة والتنمية مليون وسبع مائة ألفصوتا و125 مقعداوأوصل العثماني الرئاسة الحكومة سنة 2016 هو نفس الشعب الذي عاقبه وعاقبحزبه بقساوة غير متوقعة، حيث لم يتمكن العثمانيحتى من ضمان مقعد برلماني رغم كل ما كنا نردد من مفاهيم خاطئة على قوة تنظيم وانضباط مناضلي حزب العدالة والتنمية.

قلت، نفس الشعب الذي أسقط رئيس الحكومة العثماني وحزبه بكيفية مدوية وطنيا واقليميا ودوليا، هو من أوصل عزيز اخنوش وحزبه لقيادة الحكومة بشكل رهيب، هو نفس الشعب الذي سينتقم من عزيز اخنوش وحزبه إذا ما تخلى عن وعوده اتجاه الشعب المغربي الذي يرى في عزيز اخنوش رجل المرحلة ورجل الامل بعد عيش الشعب 10 سنوات في جهنم حزب العدالة والتنمية.

انطلاقا، مما قلنا وبعد اجتماع المجلسين الوطنيين لحزبي الاصالة والمعاصرة والاستقلال هذا نهاية الأسبوع، اعتقد ان رئيس الحكومة المكلف سيعقد لقاءات مع وهبي وبركة وسط هذا الأسبوع، لتقديم اخنوش اقتراح وزراء حكومته لجلالة الملك بهدف تعيينها فيأقرب وقتممكن، لان من اهم ما ميز منهجية اخنوش في لقاءاته مع قادة الأحزاب هو مبدأ الحكامة الزمنية، والتدبير الجيد للزمن السياسي يدل الهدر الكثير للزمن السياسي في عهد حكومة الإسلاميين في قضايا هامشية كانت كلفتها باهظة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

 

 

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.